أيها القلقون على الأقليات، لا داعي للخوف… اطمئنوا، سيكونون بخير
أيها القلقون على مصير الأقليات، الذين كانوا يشاهدون بصمت الشعب السوري وهو يُذبح بلا هوادة، لا تقلقوا… اطمئنوا، سيكونون بخير.
لن تُساق نساؤهم عاريات إلى الزنازين، ولن يُغتصبن أمام أزواجهن وآبائهن وأبنائهن. لن تُرمى أجساد رجالهم في قبور جماعية تحت الأرض تُكبس عظامهم فيها أو تُذاب جثثهم. لن تُقطع أطرافهم، ولن تُباع أعضاؤهم في السواق السوداء. ولن يُلقَوا في مقابر جماعية مجهولة بلا شاهد ولا دليل.
اطمئنوا، لن يُمنعوا من أداء صلواتهم، ولن يُجبروا على السجود لحاكم يعلن نفسه إلهاً. لن يضطروا للخوف من ارتياد معابدهم، ولن يُطلب منهم إعلان ولاء يثقل عليهم ويُذل كرامتهم.
اطمئنوا، لن تُمطر فوق رؤوسهم براميل متفجرة، ولن تُملأ رئات أطفالهم بالغازات السامة. لن يُحرقوا أحياء، ولن يُجبروا على السكن في خيام باردة، كما فعل الشعب السوري لخمسة عقود وأربعة أعوام.
اطمئنوا، لن تصبح الصراصير وجبتهم اليومية، ولن تُتآكل جلودهم بالجرب. لن يناموا واقفين في أقفاص الموت، ولن يُصابوا بالسل داخل الزنازين الضيقة. لن يُجبروا على تقسيم بيضة بين عشرين فرداً، ولن يُعدموا على الخوازيق، أو تُخلع أكتافهم في جلسات التعذيب.
أوقفوا ازدواجية المعايير
تجاهل العالم مآسي الشعب السوري الذي واجه أبشع الجرائم من قتل وتشريد وتعذيب، بينما انصب الاهتمام على حقوق الأقليات فقط. إن هذه الازدواجية في التعامل مع معاناة الشعوب تدعو إلى مراجعة أخلاقية تعيد الاعتبار للإنسانية، بعيدًا عن الانتقائية والتسييس.
بقلم تادي عواد