تحت المجهر

الجلود المتغيرة في لبنان: من ممجدي بشار إلى مادحي الثورة

بقلم تادي عواد

لطالما كانت الحرباء تُعتبر رمزًا للقدرة على التلون السريع والتغيير، لكن يبدو أن “أدوات النظام السوري” في لبنان قد فاقوا الحرباء في مهارة التحول. أولئك الذين كانوا في الماضي يمجدون بشار الأسد، ويختارون الكلمات بعناية لتجميل صورته وكأنها لوحة فنية، أصبحوا اليوم يتصدرون “المحاضرات” حول جرائمه، وكأنهم أبطال الثورة ضد طغيان نظامه.

المثير للدهشة أن هؤلاء الذين كانوا يفيضون بأسمى عبارات المدح تجاه “الزعيم الأوحد”، هم اليوم في الصفوف الأمامية للحديث عن “الحرية للشعب السوري” و”المستقبل الجديد”. هل كانوا يعيشون في حلم؟ أم أن ما نراه هو مجرد فصل جديد من مسرحية هزلية لم تكتمل بعد؟

إن هذا التحول المفاجئ ليس سوى سمة من سمات “الجلود المتغيرة” التي يتقن هؤلاء ارتداءها حسب الحاجة. فمواقفهم تتبدل مع تغيّر الرياح، وتظل المبادئ التي يروجون لها مجرد كلمات شعبوية كاذبة لتسلق السلطة. الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن إطلالاتهم الإعلامية بقيت كما هي: فارغة من أي عمق فكري، تفتقر إلى الثبات والتماسك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى