معركة رئاسة الجمهورية وحتمية تغيير الواقع السياسي
فيما يتعلق بملف رئاسة الجمهورية في لبنان، باتت المعركة واضحة ومحصورة بين شخصين فقط: قائد الجيش جوزيف عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. أما الأطراف الداعية إلى انتخاب رئيس توافقي، فقد فاتتها الفرصة تمامًا، وأصبح طرحها مستحيلًا، خصوصًا بعد وصول رياح التغيير الإقليمية وسقوط محور الممانعة.
الرئيس التوافقي الذي يسعى إليه فريق الممانعة ليس سوى شخصية عاجزة عن اتخاذ القرارات، مما يعني عمليًا إهدار ست سنوات إضافية من الجمود والشلل، بانتظار أن يتمكن “محور الممانعة” من استعادة قوته. وتجربة الحكم التوافقي بعد اتفاق الدوحة خير شاهد على ذلك؛ فقد عطلتم البلاد إلى حين فرضتم هيمنتكم دون اعتبار لآراء الآخرين.
لقد حان الوقت لمواجهة الحقائق بالنسبة إلى حزب الله. فمحور الممانعة، الذي هيمن على لبنان طوال السنوات الماضية، سقط ولن يعود. والأهم أن هذا المحور، الذي تولى السلطة بشكل كامل، هو المسؤول الأول عن إيصال البلاد إلى هذا الوضع الكارثي، من نهب أموال الشعب إلى تدمير الاقتصاد والمؤسسات. لقد آن الأوان لتسليم الحكم إلى فريق آخر قادر على إنقاذ ما تبقى من الدولة.
أما عن المرشحين الذين يدّعون الاستقلالية والسيادة، في حين أنهم مجرد امتداد لأحزاب المحور المتحالفة مع حزب الله، مثل التيار الوطني الحر وتيار المردة، فهم نفس الوجوه التي كرست الوصاية السورية والإيرانية لعقود. الأفضل لهم هو الانسحاب وترك المجال أمام من يفهمون معنى السيادة الحقيقية وضحوا من أجلها.