ميشال عون الراقص فوق آلام معذبي صيدنايا
كتب وسيم جانبين على موقع السياسة
في يومٍ من الأيام، قرر الجنرال ميشال عون، حامل لواء “الشفافية” و”الأمانة الوطنية”، أن يمثّل الشعب اللبناني بمهمة تاريخية إلى سوريا، حاملًا “رسالة الشعب” للرئيس السوري السابق بشار الأسد. المهمة؟ البحث عن الحقيقة المفقودة بشأن المساجين اللبنانيين في أقبية النظام السوري.
وما إن عاد الجنرال من لقائه الشهير بالمرحوم الأسد، حتى أطل على الشعب اللبناني بتصريح تاريخي: “لا وجود لمساجين لبنانيين في سوريا، الشعب اللبناني مدين باعتذار للرئيس الأسد لأنه ظُلِم بهذا الادعاء”. وهنا، بدأنا نحن اللبنانيين، بحكم العادة، نتساءل: هل المشكلة في نظارات الجنرال؟ أم في مرآة قصر الشعب؟
لكن، وكما يقول المثل: “الكذب حبله قصير، إلا إذا كنت في السياسة”. ها هي الأيام تمر، والنظام السوري يتهاوى، وتبدأ الحقائق تتكشف. أعداد هائلة من المساجين اللبنانيين تظهر فجأة في الأقبية السورية. مساجين منذ أيام الحرب الأهلية، بعضهم خرج ليشهد على التعذيب، وبعضهم رحل ولم يبقَ منه سوى ذكرى. وهنا، يظهر المدعو وكأنه كان جزءًا من “كوميديا سوداء” كتبها بنفسه، لكنها أضحت مأساة شعب بأكمله.
يا عزيزي الجنرال، الشعب اللبناني لم يكن بحاجة إلى اعتذار للرئيس السوري، بل بحاجة إلى قيادة تعرف كيف تبحث عن الحقيقة وتحمل الأمانة بصدق. لكن يبدو أنك كنت بارعًا في مهمة واحدة: التبرير للنظام بدلًا من الدفاع عن أبناء وطنك.
فميشال عون، بجرأته الكاذبة، استطاع أن يحوّل مطلبًا إنسانيًا إلى استعراض سياسي. كان الشعب اللبناني يتوقع عودةً بجوابٍ يشفي الجراح، لا بتصريحٍ يسكب الملح عليها. لكن، لنكن واقعيين، ربما كان الجواب واضحًا من البداية: “الجنرال يحمل رسالة، لكنه لا يحمل ضميرًا”.