استغلال الفرصة الأخيرة قبل عودة الحرب الإسرائيلية إلى لبنان
لبنان، هذا البلد الصغير الذي دفع أثمانًا باهظة بسبب الصراعات الإقليمية والتجاذبات الداخلية، يقف اليوم على مفترق طرق خطير. التهديدات الإسرائيلية تتزايد يومًا بعد يوم، وأصبح الحديث عن عودة الحرب أكثر من مجرد توقع. في ظل هذه الظروف، يتحمل السياسيون اللبنانيون، وخاصة نواب “الثنائي الشيعي”، مسؤولية تاريخية لإنقاذ البلاد من مصير كارثي.
لقد كان خيار الزج بلبنان في حروب عبثية، لخدمة مشاريع خارجية وعلى رأسها المشروع الإيراني، سببًا رئيسيًا في إضعاف الدولة اللبنانية وإغراقها في أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية. هذا النهج، الذي استمر لعقود، حوّل لبنان إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، مما جعل الشعب يدفع ثمنًا باهظًا من أمنه واستقراره.
اليوم، لا تزال الفرصة قائمة لتغيير المسار. انتخاب رئيس سيادي بعيد عن الانتماءات الحزبية الضيقة والولاء للمحاور الخارجية هو الخطوة الأولى نحو إعادة بناء الدولة وإبعاد شبح الحرب. هذا الرئيس يجب أن يكون سياديًا ومستقلًا، لا ينتمي إلى محور 8 آذار المسؤول عن الكوارث التي حلت بلبنان، ولا عن تدمير الدولة ومؤسساتها لصالح “الدويلة”. حان الوقت للتخلي عن هذه “الدويلة” لصالح الدولة اللبنانية.
لبنان بحاجة إلى رئيس يعمل على تحييد البلاد عن الصراعات الخارجية، ويعيدها إلى محيطها العربي بعد أن اختطفتها إيران لفترة طويلة. رئيس يركز على حلّ الميليشيات وتعزيز قوة الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية لحماية السيادة الوطنية.
على نواب الثنائي الشيعي أن يدركوا أن الولاء للوطن يجب أن يتقدم على أي ولاء خارجي. فالتاريخ لن يرحم من ساهم في دفع البلاد نحو الدمار. المصالح الحزبية يجب أن تتراجع أمام المصلحة الوطنية، لأن استمرار النهج الحالي يعني مزيدًا من الفقر والتهجير والخسائر التي قد لا يستطيع لبنان تحملها.
ختامًا، أمام السياسيين اللبنانيين مسؤولية وطنية كبرى. إما أن يستغلوا الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان، أو أن يساهموا في كتابة فصل جديد من الدمار والحروب التي لن ترحم أحدًا.