مناورة حزب الله من وجهة نظر عسكرية
خلال مناورة حزب الله الاخيرة ظهر من خلال الصور والفيديوهات التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بعض الأسلحة للمرة الأولى فما هي قيمة هذه الأسلحة من الناحية العسكرية؟؟
ظهر خلال العرض جهازان غريبان يحملهما عناصر الحزب ، وبعد أن قام خبراء الأسلحة بتحليل الصور تبين أن الجهاز الأول هو جهاز للتشويش على الطائرات بدون طيار قام حزب الله بجمعه محليا بعد أن قام بشراء القطع و الانتانات من موقع alibaba.
الانتانات هي من صنع شركة Yagi antenna ، وهي كناية عن مضخمات لموجات 2.4 و 1.5 و 5.8 Ghz وهذه الموجات هي من ضمن فئة الموجات S و C للاستخدام المدني وليس من فئة K اي موجات (12 – 40 Ghz) المستخدمة للتطبيقات العسكرية
هذا يعني أن الجهاز الذي قام بتجميعه حزب الله محليا يستطيع اعتراض طائرات بدون طيار التي يملكها الهواة ومحبو التصوير والتي يمكن شراؤها عبر الانترنت، ولا يصلح لاعتراض المسيرات العسكرية .
الجهاز الثاني هو جهاز تشويش على الاتصالات قام حزب الله بجمعه محليا بعد شراء قطعه من نفس الشركة وهو مضخم لموجات 700- 2700 Mhz وهي من فئتي UHF و l الخاصة بالاتصالات اللاسلكية المدنية
لم تظهر الصور مصدر الطاقة في الجهاز حتى يستطيع الخبراء تقدير مداه الأقصى ، غير أنه بشكل عام ، إن أجهزة التشويش تستهلك كميات كبيرة من الطاقة وخصوصا اذا كان ال output كبير، لذلك من المستبعد أن يكون مدى الجهاز اكثر من مئة متر كحد اقصى.
ظهر أيضا خلال العرض صواريخ محمولة مضادة للطائرات من نوع S-16 Gimlet وهي صناعة روسية دخلت الخدمة عام 1981 وهي تستخدم نظام توجيه بالأشعة تحت الحمراء، وقد أثبتت التجارب والحروب سهولة التشويش على هذه الصواريخ وهي لم تسجل أي عملية اسقاط طائرات ناجحة طوال فترة عملها.
و إضافة المناظير الحرارية الايرانية-الصينية الصنع على الصواريخ هي لزوم ما لا يلزم، كونها لا تعطيها أي ميزة عسكرية إضافية، بل هي للعرض فقط.
الصاروخ الوحيد الذي لفت نظر خبراء الأسلحة هو صاروخ QW-18 الصيني (صاروخ واحد كان يحمله قائد المجموعة على ما يبدو) صاروخ QW-18 هو نظام سلاح دفاع جوي محمول له ميزة استخدام باحث الأشعة تحت الحمراء سلبي مزدوج النطاق وهو ما يعيق عمليات التشويش على الصاروخ. وهو فعال ضد الأهداف الجوية البطيئة كالطائرات المدنية وطائرات الهليكوبتر . يمكن ان يصل الى ارتفاع 4000 م بمدى 5000 م كحد أقصى
لم تحمل مناورة حزب الله أي تقنيات عسكرية نوعية جديدة أو أسلحة حديثة تذكر، فلم نشاهدة مناورة هجومية على مواقع العدو المفترض، كما لم يظهر اي تخطيط تكتي وميداني لعمليات حربية افتراضية، فكانت المناورة اشبه باستعراض كشافة، نموزج عن تشكيلات شبه عسكرية مدججة باسلحة تقليدية تصلح لحرب العصابات في أحسن الأحوال