إلا الحماقة أعيت من يداويه (عمر سعيد)
إلا الحماقة أعيت من يداويه
إنطفأ جورج زريق دون أن تشتعل في البلد بارقة أمل..
ويشتعل في البال تساؤل:
” لمَ لمْ تهتز شعرة من جبين وزير التربية أو وزير الداخلية، أو رئيس الوزراء ؟ ”
لست متفاجئا ببرودة رد الفعل الزعاماتي في البلد ، لأني اليوم وخلال عبوري الطريق من البقاع إلى بيروت ذهابا وإيابا، كانت ضفاف الطريق غاباتٍ تزدحم بأشجار معدنية أورقت بصور الزعماء اللبنانيين ..
ببساطة نحن شعب أهبل، يدعو الله في سره ليخلصه من هذه القرطة ، وفي العلن يكبر للصلاة خلف زعيمه الطائفي.
شعب لا يملك قسط الدراسة لولده ، ويقترض ليعلق صورا لزعيمه على شرفات بيته وفي الطرقات..
شعب تفتك به القروض البنكية، لكنه يكبّر كلما سمع زعيمه يحي ثورة لا تمت لبلادنا بصلة لا من بعيد ولا من قريب ..
شعب يعادي جاره كرمى لعين زعيمه، فيقطع صلته به والحيط على الحيط ، ليحج كل اسبوع إلى كعبة زعيمه التي تكلفه تنكة بانزين ليصلها ..
شعب لا كهرباء في بيته ولا في بلده ، لكنه ينير بالمصابيح صور الزعيم على جنبات الطرقات ..
شعب يقطع الطرقات على نفسه كرمى لعين زعيمه ..
شعب يوزع صورة جورج زريق وهو يشتعل عبر وسائل التواصل وصورة زعيمه على الحالة او البروفايل في حسابه..
شعب يحضر نفسه لتدمير أمريكا واوروبا وآسيا ، بما يعتاش عليه من بيع بلاستيك قوارير البيبسي والسفن أب .
شعب يصفق لصرماية وئام وهاب، ويصفق لسيلفي سعد الحريري ، ويكبر لإصبع حسن نصر الله التي تتوعد إخوتنه في البلد ، ويصفق لتلميحات جبران باسيل الداعرة أمام الوفود الغريبة ،
شعب يعيد إنتاج سلطته الفاسدة كاملة ب 100 دولار كل ست سنوات ..
بربكم .. أليس أرحم لجورج زريق أن يحرق نفسه في بلد يحرقه شعبه بحماقته التي لا دواء لها، لأجل ان يحيى الزعيم الفاسد الاهبل ؟
عمر سعيد