ما يجمع التيار وحركة أمل هو أكبر من أيّ خلاف شكلي يُستخدم في الاعلام لأغراض شعبية.
بعد أشهر وسنوات من التّراشق والتّراشق المضاد باتّهامات شتّى، تبيّن أنّ ما يجمع التيار الوطني وحركة أمل هو أكبر من أيّ خلاف شكلي يُستخدم في الاعلام لأغراض شعبية.
العلاقة بين “التيار” و”الحركة” هي أمتن بأشواط من العلاقة بين “الوطني الحر” وحزب الله، كون ما يحكمها ليس مجرد اتّفاق مبرم قسّم الادوار على الطرفين بين السلطة والسيادة، بل هو تشارك فعلي ويومي، الرأس على الرأس والكتف على الكتف في قرارات التحاصص والصفقات والعمليات المالية والتوجّهات الخاصّة والعامّة.
وما الذمّ بالآخر وابتداع الاختلافات، حول تدقيق من هنا وتوقيع من هناك، سوى وسيلة يلجأ إليها الحزبَين بتنسيق طبيعي لشدّ عصب بيئتيهما، وقد تجسّد ذلك في سيل الاتهامات المتبادلة بين بعضهما البعض والتي حكمت العملية السياسية في الفترة الأخيرة والتي سُرعان ما انتفى أثرها وانقلبت إلى غزل علني ودفاع عن وزير مُستدعى للتحقيق ورئيس طاعِن بالثروة البحرية، كلّ ذلك لأنّ زمن الانتخابات النيابية قد انطلق.