مسلّحون وفرض خوّات وحواجز خطف… ماذا يحصل في بعلبك ـ الهرمل؟
تشهد الأوضاع الأمنية في بعلبك الهرمل تفلّتاً بلغ مستوياتٍ غير مسبوقة، يتهدّد معها أمن المواطنين وأمانهم، وينعكس على مختلف جوانب حياتهم، ما يستدعي تحرّك الدولة لحمايتهم أو تركهم لمصيرهم يحمون أنفسهم بأنفسهم
لا يعرف المواطن كيف يؤمّن حاجات يومه ويسعى ليل نهار للعمل في سبيل أولاده وعائلته، ليكون هدفاً لعصابات تنشط في مجال السلب والسرقة، إضافة إلى خوفه الدائم من إشكالات متنقلة ينزل رصاصها فوق رؤوس الناس ويخرق منازلهم. وما بين كل ذلك غياب أولي الأمر عن حلّ المشاكل التي من شأنها أن تزيد الأوضاع تأزماً.
أكثر من حادثة وقعت في المنطقة خلال الأسبوع الحالي حملت في طياتها تداعيات على مستوى الأمن الاجتماعي وتهديد حياة الناس، الأولى كانت مع إطلاق النار على أحد المطاعم الكائن على الطريق العام في بلدة رياق بدافع التهويل للحصول على خوّةٍ مقدارها مئتا ألف دولار أو تسكير المطعم وتشريد العائلات العاملة فيه، وثانيها سلب الصّراف ط. ل. في بلدة دورس منذ يومين حيث اعترض طريقه خلال خروجه من محله الكائن على دوار الجبلي مسلحون يستقلون سيارة رباعية الدفع ذات زجاج داكن، وسلبوا من يده كيساً أسود ومبلغ مليون ونصف ليرة لبنانية وفرّوا إلى جهة مجهولة، ليتبيّن أن داخل الكيس نفايات وقد ظنّ السارقون أنها أموال صيرفة.
أما الثالثة فكانت منتصف ليل الثلاثاء حيث خطف مسلحون ادّعوا أنهم عناصر أحد الأجهزة الأمنية، الشاب خالد البرادعي من وسط سوق بعلبك في محلة ساحة ناصر، وبعد تصعيد ذويه وقطعهم الطريق عند دوار الجبلي في بلدة دورس وتهديدهم بالخطف المتبادل أطلق سراحه منتصف الليل. وليس آخر الحوادث الظهور المسلح لعائلتي الحج حسن والمقداد على خلفية خطف وتصفية حسابات، حيث أقيمت الحواجز المسلّحة وعمليات التدقيق في السيارات وأصحابها، ما أعاد إلى الأذهان صورةً لا أحد يحبّ أن يتذكّرها.
ومع انتشار ظاهرة السلب والتشليح والخطف ترتفع الأصوات مجدّداً للأمن الذاتي وحماية الناس أنفسهم، والتوجه نحو شراء السلاح الفردي للدفاع عن النفس والأرزاق، ما يفتح الباب أمام إشكالات قد تؤدي إلى سقوط ضحايا وتعيد قضايا الثأر إلى الواجهة.
مصدر أمني
وأكّد مصدر أمني لـ»نداء الوطن» أنّ «الأوضاع الأمنيّة ترتبط بشكل أساسي بالوضع الاقتصادي، تتفلّت مع تراجعه وتنعكس ارتياحاً وأماناً عند استقراره»، مشيراً إلى «أن أصحاب الأموال والصرافين وأصحاب المحال باتوا أهدافاً لعصابات السلب والتشليح، إضافةً إلى بروز عصابات جديدة تنشط على خط السرقة، وانخراط بعض الشباب بسبب الفقر والجوع في العديد منها، والأجهزة الأمنية على اختلافها من جيش وقوى أمن تعمل في سبيل تحصين الأمن الداخلي ومنع تدهوره، وقد حقّقت شعبة المعلومات خلال الأسابيع الماضية إنجازات كبيرة وعملت على تحرير مخطوفين وإعادتهم سالمين إلى أهاليهم، كذلك ينفذ الجيش مداهمات دائمة لمنازل مطلوبين للقضاء ويعمل على ملاحقة العصابات».
واعتبر المصدر «أن وضع بعلبك الهرمل استثنائي لكبر المساحة ولدقّة التعاطي مع العشائر والعائلات إضافةً إلى وجود الأحزاب التي ينضوي في صفوفها الآلاف، وعليه يتم التعاطي مع الوضع القائم بدقة وحساسية آخذين في الاعتبار الهاجس الأمني وحماية المواطنين».
المصدر : نداء الوطن