ماذا يجري في وزارة الخارجية؟
بات واضحاَ من خلال الاحداث التي تحصل في وزارة الخارجية لناحية الفضائح ان على صعيد ما يصدر عن وزراء الخارجية من مواقف لا تتواءم مع محيط لبنان العربي والخليجي وآخرها الرسالة الجوابية على بنود المبادرة الكويتية والتي استتبعها وزير الخارجية عبد الله بو حبيب بالـتأكيد على انه لن يناقش موضوع سحب سلاح “حزب الله” وطبعاَ كلام الوزير السابق شربل وهبة الذي تسبب بازمة كبيرة، هذا فيض من غيض في موضوع مسار السياسة الخارجية للجمهورية اللبنانية وفق مصدر خاص “لصوت بيروت انترناشونال”.
اما بالنسبة لناحية التعيينات والتشكيلات يلفت المصدر الى المعضلة الاكبر، فهي تشهد تخبطا كبيراَ لاسيما وان رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير السابق جبران باسيل الذي تولى حقيبتها بين العامي 2014 و2020 لم يكتف بتعيين فريق عمل ضم عددا كبيرا من المستشارين بل تعداها وصولا الى السفراء في بعض عواصم القرار لناحية الخروج عن المعايير التي تتم على اساسها التعيينات والتشكيلات والتي تساعد في رفع حظوظ باسيل الرئاسية وربطه مع الجاليات الاغترايبة وهذا الامر تجلى من خلال الجولات والزيارات التي شملت عددا كبيرا من الدول واعتبر حينها انها حققت نجاحا باهرا لاسيما مع تسويق حق المغتربين في المشاركة في الانتخابات النيابية من مكان اقامتهم الا ان هذه الحسابات انقلبت فيما بعد اثر الاجحاف الذي ظهر لاحقاَ لناحية حصر الاقتراع بدائرة واحدة وبات اقتراعهم يشكل هاجسا لدى “التيار الوطني” بعدما اظهرت استطلاعات الرأي انه لا يمكن التعويل عليهم لا بل يجب العمل على الحد من تأثيرهم في مسار الانتخابات .
اليوم تعيش الخارجية حالة ارباك ان لناحية الموازنة التقشفية التي قررت السلطة تطبيقها على هذا السلك الامر الذي دفع بالعديد من السفراء الى تقديم استقالتهم ووفق بعض المصادر فان العدد تجاوز الـ13 و سيكون له تأثيراَ كبيراَ لناحية انخفاض العدد في الخارج وهذا سينعكس على عدد مراكز الاقتراع لاسيما في الولايات المتحدة وسيدفعهم الى حصر المراكز بعدد اقل الامر الذي يطرح العديد من علامات الاستفهام عن التوقيت الذي يصادف قبل عملية اقتراع المغتربين بفترة زمنية قصيرة وهل المقصود تحجيم عدد المشاركين .
اما على صعيد الملاك الداخلي للوزارة فقد انسحبت الاستقالات على عدد من الاداريين والسفراء الذين وضعوا استقالاتهم في “جيوبهم” بانتظار الوقت المناسب لتقديمها “لان الكيل طفح” وفق المصدر لاسيما وان الفضائح لناحية الصفقات والمناقصات طفت على السطح ولم يتمكن وزير الخارجية الحالي من ازاحة من وجهت اليهم اصابع الاتهام وابرزهم السفير الذي قام بتسريب مضمون رسالتين وصلتا من العاصمة الاميركية الى الخارجية ابان ولاية باسيل حينها دهمت عناصر امن الدولة المبنى في الاشرفية وتعرض يومها بعض السفراء لنوع من عدم الاحترام و”الشك” ورغم ذلك بقي السفير صاحب التسريب في موقعه وهو قد يحظى بترقية بتعيينه في السفارة اللبنانية في دمشق بعد تقاعد السفير السابق سعد زخيا، ولم يتمكن الوزير من وضعه بالتصرف فهو محسوب على حلفاء الوزير باسيل وهنا يطرح المصدر السؤال هل ستكون هذه الاجراءات سبباَ في انخفاض عدد المقترعين الذين تسجلوا للمشاركة في الاقتراع في ايار المقبل ام انها ستزيد من عزمهم على تحدي كل العراقيل التي وضعت ومازالت امام ايصال اصواتهم واحداث تغيير جذري في البرلمان اللبناني.
المصدر :صوت بيروت إنترناشونال