أقلام المستقبل تخلّت عن الإعتدال… والعدل!
بقلم سلمى حجازي
لا شيء يوحي بأسباب النكسات المتعددة والمتكررة لرئيس تيار المستقبل سعد الحريري بقدر متابعة بعض أقلام المستقبل والحقد المصطنع الكامن في الحبر السائل المستخدم لابتداع واختلاق نقاط خلاف واختلاف لنزف الأقلام بما لا يوازن بين صفة ووصفة الإعتدال تجاه القتلة، والحقد المفرط تجاه الشركاء في السيادة والجنون بعد إعلان التحالف بين قوى اختارت المواجهة للهيمنة الإيرانية بأشكالها وألوانها المختلفة، فاستيقظ القزم الإعلامي في المكان والزمان الخطأ. وبعد معاينة هذه النوعية من العمل الإعلامي الرخيص المرتزق عرفنا لماذا طار الرزق، فلا تعليق.
أقلام بوزن الريشة رشيقة في التفلّت الأخلاقي وتعليق العمل الإعلامي التقليدي وإطلاق العنان لإسفاف حتى لا يدعوا لنا مجالاً للأسف عليهم. هالت تلك الأقلام استمرارية المواجهة فانهالت بالإتهامات على من قرروا أن الوقت ليس للحزن والندب والمعارك الثانوية، فعند المعارك الوطنية الفعلية التي تتطلب المواجهة ينمو فجأة صوت الإعتدال عند تلك الأقلام، أما حيث لا معركة ولا خصم أو عدو فينبري “إعلام الفرن” للجأجأة واللقلقة على ما ومن تبقى من أهالي الوطن الذين قرروا عدم تعليق مسألة السيادة، الحرية والإستقلال، تحت ذريعة عدم المس بالودائع الشعبية لتيار المستقبل التي كانت وستبقى حاضنة للفعل السيادي، فزمن “لا بيشتغل ولا بيخلّي حدا يشتغل ولا بيزيح من درب الشغل” قد ولّى، وردّ الفعل العاطفي قد عبر، وحان وقت العودة إلى المواجهة السياسية فعودة لبنان إلى دوره لن يأتي به اعتدال ولا اعتزال، والمواجهة الفعلية تتطلّب تعاضد أصوات الأحرار الذين سيحملون الشعلة ويواصلون المسيرة الإنقاذية، وعملية التغيير الكبير مستمرة بمن حضر ولن يوقفها سلام مأزوم ولا نمر من ورق.