سباق “باسيل – فرنجية” في استرضاء حزب الله!
يُنقل عن أحد المقرّبين من مراكز القرار في حزب الله، مواظبة القيادة الحزبية على إعتماد معايير موحّدة ومتوازية في مقاربة المواقف التي تخرج عن الحليفين المسيحيين للمقاومة، خاصّةً أنّ الاستحقاق الرئاسي يطلّ برأسه كما تسبقه الانتخابات النيابية ما يضع الحزب أمام حتميّة الاختيار بينهما من جديد؛ ورغم ذلك يتنافس التيار الوطني الحر وتيّار المرده في عمليّة تسجيل النّقاط بغية حصد رضى وتأييد الأمين العام للحزب.
آخر محاولات باسيل، تجلّت إثر أحداث الطّيونة بعد مسارعته لمهاجمة “المُعتدى عليهم” دون أدنى دليل مع تجنّب الكلام عن تحرّك عناصر حزب الله رغم توفّر مئات المعطيات المادّية؛ يُضاف إلى ذلك إعتماد “التيّار” على المقاربة العشوائيّة في موضوع إصلاحات قانون الانتخابات بحيثُ عمد إلى تسطيح الهجوم على القوى السياسيّة في موضوع “الميغاسنتر” مع العلم أنّ الرّافض الأكبر لهذا البند هو حليفه حزب الله؛ كما بدا “التيّار” حذراً من محاولة إستفزاز الحزب إثر تصريحات وزير “المرده” قرداحي بحيثُ تجنّب إستغلال نقطة ضعف خصمه فرنجية خوفاً من ظهوره كداعم للمملكة بوجه الممانعة.
على الضّفة الأخرى، لا تقلّ إقدامات فرنجية فظاظةً، أحدثها إصداره بياناً سريعاً يُغازل فيه ردّة فعل الثنائي “الحزب-الحركة” بعد حادثة ١٤ تشرين دون التوقّف عند ما أبرزته وسائل الاعلام من إنحراف ممنهج لمسار التظاهرة وظهور مسلّح لعناصر الثنائي؛ قبلها أيّد النائب طوني فرنجية موقف حزب الله الرّافض لاقتراع المغتربين دون أدنى احترام للحقّ الدستوري الذي كُرّس لهم في الانتخابات النيابية الأخيرة؛ كما كان للمرده الموقف الأكثر وضوحاً في الاطاحة بكلّ التّمايز العقلاني عبر الدّفاع الشرس عن الوزير قرداحي، ليس معنوياً فقط بل جوهرياً، لناحية الموقف والمضمون، في تأكيد لمواقف الوزير السابق سليمان فرنجية الذي أعلن عام ٢٠١٥ التبنّي المطلق غير المشروط لمواقف الامين العام لحزب الله تجاه معارضة المملكة في حربها مع الحوثيين.
إنّ التّسابق الجنوني بين فرنجية وباسيل لأخذ رضى حزب الله قد يأتي بثماره المرجوة لأحدهما لناحية حصد التأييد الأصفر، لكن حتماً تبقى الكلفة، التي يدفعها اللبنانيون من خلال إثراء الدويلة بالسترة والغطاء المسيحي، دامية جداً، خصوصاً أنّ الهزيمة الأكبر ستقع على الدولة، التي دونها لن يجلس مَن ينتقيه الحزب إلّا على قارعة الاستجداء.
المصدر: المنبر اونلاين