جبران باسيل يعرف داني خوري
لم يُفاجأ الرأي العام اللبناني بالأسماء التي طاولتها العقوبات الأميركية ، ما فاجأهُم ” تنصُّل ” رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من معرفته بالمتعهِّد داني خوري ، احد الاسماء الثلاثة الذين طاولتهم العقوبات.
” تنصُّل ” باسيل جاء على شكلِ تغريدة كتب فيها :
” … داني خوري ، لا هو شريك لي في السياسة ، ولا انا شريك له في الاعمال ، لم اسعفه مرة في أشغاله ولا هو استفاد يومًا من معرفته بي في الجامعة … ”
في هذه التغريدة ، لم يَنفِ باسيل ما فاز به خوري من التزامات، ولم يدافع عنه ضد الاتهامات التي طاولته، كل ما المح إليه اقتصاره على ” معرفته به في الجامعة ” .
لكن المتعهِّد داني خوري فاز في عهد الرئيس ميشال عون بالإلتزامات التالية :
سد بسري ،سد المسيلح ،سد بقعاتا ، مكب النفايات في الجديدة ، أَشغال في المطار .
بعض التلزيمات كان يفوز بها مباشرةً ، كمكب برج حمود ، وتلزيمات من خلال متعهدين آخرين يفوزون بالمناقصة ثم يعطونها لمتعهدين آخرين ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ، اخذ داني خوري التزام أشغال المطار من المتعهد إ.م. وسد بقعاتا من “المقاولون العرب”، هذا الأسلوب الغاية منه عدم ظهور المتعهِّد الحقيقي ، والإختباء وراء مَن يفوز بالمناقصة ثم يجيِّرها له ، بغطاء من الإدارة الرسمية التي هي مجلس الإنماء والإعمار وبدعم من مرجعية سياسية حيث يكون للمتعهِّد حظوة لديها مقابل ” خدمات ” عينية او بدل مادي .
داخل التيار الوطني الحر كلامٌ كثير عن ان المتعهِّد داني خوري فاز بمناقصة سد بسري في مقابل بناء مقر التيار فوق صخرة نهر الكلب ، وثمة مَن يربط بين توقف الأَعمال في سد بسري وتوقف الأَعمال في مقر التيار فوق صخرة نهر الكلب.
لم يقتصر الأمر على التلزيمات بل وصل الأمر إلى
” منافع ” لم يحظَ بها سوى ” شريكه في العقوبات ” جهاد العرب . ففي آخر جلسة لمجلس الوزراء برئاسة العماد ميشال عون، في حكومة الرئيس سعد الحريري عام 2018 ، صدر مرسوم بمشروع بحري في الناعمة لجهاد العرب ومشروع آخر في ذوق مصبح لداني خوري ، حين كان ” شهر عسل ” التسوية الرئاسية مازال ساري المفعول بين الرئيس الحريري والوزير جبران باسيل ، هذا المرسوم شكَّل اول ترخيص على الأملاك البحرية في عهد الرئيس ميشال عون .
“يُفهَم” أن جهاد العرب كان ” متعهِّد الجمهورية ” بالنسبة إلى الرئيس سعد الحريري، والمتعهِّد المدلَّل لدى مجلس الإنماء والإعمار، ولم يتنصَّل الرئيس الحريري يومًا من
” ابن بيت الوسط ” خصوصًا ان شقيقه عبد العرب هو المسؤول الأمني لدى الرئيس سعد الحريري.
لكن ما لا “يُفهَم” هو تنصُّل رئيس التيار جبران باسيل من معرفته بداني خوري :
السدود معنية بها مباشرةً وزارة الطاقة التي هي في عهدة التيار الوطني الحر ، منذ ان تولاها الوزير جبران باسيل مرورًا بالوزراء سيزار أبي خليل وندى البستاني وريمون غجر، موضوع السدود كان على مكتب هؤلاء ، فكيف لا يعرفون ” متعهِّد الجمهورية الثاني ” المهندس داني خوري و” المتعهِّد المدلل” لدى الوزير باسيل؟
هل يلتزم ” متعهِّدا الجمهورية ” الصمت؟
ماذا لو كشفا ما لم تُظهره واشنطن ؟ هل تتدحرج رؤوس أخرى ؟
ميديا نيوز فاكتوري