ابنة قيادي في “حزب الله”..تحتفل بعيد ميلادها على يخت
زهور وأمنيات من الزميلات “كل عام وأنت بجوار الحسين”، وتساؤلات في مواقع التواصل حول ما إذا كان والدها يمتلك اليخت. وتتشعب الأسئلة لطرح سؤال مبدئي حول ظروف الطبقة الاجتماعية التي تشكلت بعد الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان، ومن ضمنها “حزب الله” الذي يدفع رواتب عناصره وقيادييه بالدولار الأميركي.
ولا يبدو أن القارب/اليخت يمتلكه والدها. إذ تفيد المعلومات بأن صديقات الفتاة في الجامعة اللبنانية الدولية LIU احتفلن لها بعيد ميلادها، واخترن القارب مكاناً للاحتفال. كما تكفلت شقيقتها التي تمتلك متجراً لتنظيم حفلات أعياد الميلاد، بتزيين القارب. وتنفي المعلومات الواردة من الضاحية أن يكون والدها مالكاً لليخت.
بصرف النظر عن حيثيات القضية، إلا أن التعليقات الواردة في مواقع التواصل على المقطع، تعكس استياءً بالغاً من مظاهر الترف التي تنشرها بيئة الحزب في حساباتها الالكترونية، ذلك إنها تأتي بالتزامن مع أزمة اقتصادية ومعيشية أثرت في مردود عشرات الآلاف من اللبنانيين الذين يعولون على بطاقة تمويلية لتأمين كفايتهم، فيما 30% من أطفال لبنان ينامون بلا عشاء، بحسب ما ذكرت “اليونيسف” في تقرير نشرته الخميس.
والحزب، الذي لا تتخطى رواتب معظم عناصره الـ500 دولار، وكانوا قبل الأزمة الاقتصادية الأخيرة في عداد القاطنين تحت مستوى الفقر، ساهمت الأزمة في رفع مستوى معيشتهم، بالنظر الى انهم يتلقون رواتبهم بالدولار. وبات قسم منهم ينتمي الى الطبقة الوسطى، تلك التي كادت تختفي في لبنان مع تراجع قيمة العملة، وتزايد مستويات البطالة، واغلاق العديد من الشركات. وفي احدى خطاباته، تحدث أمين عام الحزب عن هذه القضية، ودعا “من يقبضون بالدولار في حزب الله لمساعدة أقاربهم والجيران وإنشاء صندوق داخلي لجمع التبرعات للأسر المحتاجة”.
على أن الحديث في بيئة الحزب عن اكتفاء عناصره فقط، من غير أن ينقلب مستوى معيشتهم بشكل كبير، وأن عائلاتهم تعاني مثل اللبنانيين من الأزمة، تخالفه مظاهر البذخ وإبراز الترف في مواقع التواصل، في حين يعاني الشعب اللبناني، ومن ضمنه مئات الآلاف من الشيعة، من الأزمات.
فالحزب قدم صورة عن نفسه، منذ تأسيسه، مرتبطة بالزهد، خلافاً للصورة الاخيرة، حتى لو كانت صديقات الفتاة يحتفلن لها. فالمبلغ المالي الذي يُدفع لاستئجار قارب (يتراوح بين 500 ألف ومليون ليرة) أي أنه يعادل الحد الأدنى للأجور في لبنان، وهو رقم يجب أن تعتاش منه عائلة تتألف من أربعة أفراد بالحد الأدنى طوال الشهر، وتتقاضى هذا المبلغ آلاف العائلات التي وجدت نفسها الآن تحت خط الفقر بفعل الأزمة.
والحديث عن هذه البيئة التي باتت قادرة على دفع الحد الأدنى للاجور في احتفال، ينسحب على آخرين أيضاً ممن يتقاضون رواتبهم بالدولار الأميركي أو يعملون في المهن الحرة كالتجارة والصناعة، ويحتفلون في المقاهي والمطاعم بأعياد ميلادهم، أو يدفعون ثمن بطاقات سهر تتراوح بين 200 و500 ألف ليرة لليلة الواحدة، إذا اضيفت اليها فاتورة النراجيل والمشروبات الروحية. وقد تصل الى 3 ملايين ليرة فاتورة الغداء لستة اشخاص في مطعم يقدم اللحوم أو الأسماك، بحسب الفواتير التي تُنشر في مواقع التواصل الاجتماعي.
انقلبت موازين الطبقات الاجتماعية في لبنان بفعل الأزمة. ثمة طبقات مثل المتوسطة، تقلصت الى مستويات كبيرة، وارتفعت عائلات من الطبقات الفقيرة اليها، وهبطت أخرى منها الى ما دون خط الفقر. انخفاض سعر العملة، غيّر الكثير من المفاهيم، لكن بعض الاشخاص، حتى لو احتفظوا بمستوى معيشتهم، لا يستفزون الفقراء بصور وفيديوهات في مواقع التواصل تظهر الترف الذي يعيشيونه، بينما لا يتردد كثيرون في مخالفة الأخلاقيات التي يجب أن يُعمل بها في وقت الأزمة، من سهرات الغناء الى احتفالات أعياد الميلاد..
المصدر: المدن