إلى باسيل: لتأتي لنا بالكهرباء قبل حقوق المسيحيين
لا ينقص اللبنانيين سوى اطلالات النائب جبران باسيل ليذكرهم بالنكبة التي يعيشونها جراء ممارسات أمثاله في الحكم، فالناطق باسم رئاسة الجمهورية والوريث السياسي للعهد، لا يترك مناسبة ليقول فيها بأنه الحريص على المسيحيين وحقوقهم التي أهدرها باسيل في سلوكه وخوضه الحروب ضد الطواحين.
بكى في اطلالته مستعيناً بالامين العام لحزب الله حسن نصرالله من أجل انقاذه من المأزق الحكومي الذي وضع نفسه فيه، علّ ضغط حزب الله على رئيس البرلمان نبيه بري يأتي بعدد من المناصب الوزارية.
مرة جديدة ارتمى باسيل في حضن نصرالله، فهو اعتاد الزحف باتجاه حزب الله لتحقيق مكاسبه السياسية مستفيداً من الأمر الواقع الذي فرضه الحزب على السياسة اللبنانية.
لم يوفر باسيل أحد في حديثه، وتكلم باسم رئيس الجمهورية، وظهر بمثابة المدافع عن حقوق عون وحصته الوزارية، لكنه نسي او تناسى بأن عون رفض اعطاء حصة وزارية للرئيس السابق ميشال سليمان، معتبراً الأمر خرق للدستور، لكن يحق للصهر ما لا يحق لغيره، فهو وكيل المسيحيين وحقوقهم، لكنه يحارب كل القادة المسيحيين، ويختلف معهم بكافة الملفات الداخلية والخارجية.
من اعطى باسيل الحق بجلب حقوق المسيحيين؟ ومن فوّضه بذلك؟ هل في تأمين الحقوق للمحاسيب من تعيينات في الإدارات الرسمية تأتي حقوق المسيحيين؟
من فشل في إدارة ملف الكهرباء واغرق خزينة الدولة بعجز تام ليس اهلاً بالحفاظ على حقوق المسيحيين، وجلّ ما يفعله هو الحفاظ على مصالحه الشخصية والاستفادة من نفوذه في السلطة ليبني إمارته الخاصة في البترون.
يبدو جليّاً أنّ معاليه يحاضر بالمساواة بين اللبنانيين في الواجبات والحقوق والشراكة، لكنّه يتعاطى مع الدستور والقوانين باستنسابية بما يتماشى مع مصالحه وطموحاته السياسية الأنانية وغير المحدودة!
هذه التصريحات المتمادية تعكس نيّة باسيل في الاخلال بتوازن الصلاحيات، خصوصاً على مستوى رئاسة الحكومة، واعادة الوضع الى ما قبل “الطائف” الذي حصل بعدما تمنّع العماد عون عندما كان رئيساً لحكومة انتقالية بإجراء الانتخابات الرئاسية، وذهب بلبنان نحو حروب عبثية ندفع ثمنها اليوم، إضافة إلى الممارسة من خلال تكريس الأعراف وخلق تسويات يومية وظرفية تحت شعار الميثاقية والمناصفة، ولكن من يحمي المسيحيين من العهد وصهره؟
راديو صوت بيروت انترناشيونال