حافظ الاسد اكد تورط جميل السيد بتفجير كنيسة سيدة النجاة !
مجلة الشراع 27 شباط 2021
ليس مهمة هذه الاوراق الدفاع عن احد او التعدي على احد، انها وقائع عاشها كاتبها ينقلها كما عاشها من دون زيادة وربما مع بعض النقصان بسبب مرور الوقت احياناً او بسبب إغفال اسماء كان لها دور في ايرادها حرصاً عليها او انه لم يتم استئذانه.. حسن صبرا
يتوجه الياس الهراوي الى دمشق للقاء حافظ الاسد الذي وافق على استقبال الهراوي بسبب الحاح هذا الاخير بلقائه..
موضوع اللقاء الوحيد هو رجاء الهراوي من الاسد ان يبعد جميل السيد عن موقعه في استخبارات الجيش حيث كان السيد نائباً لرئيس جهاز الاستخبارات، فالهراوي لم يعد يطيق افلام جميل وتجاوزاته وتعدياته!
اقترح الهراوي ان يبعد السيد الى الخارج ليكون سفيراً في اي بلد يريده وهو مستعد ان يكسر القاعدة الطائفية التي تحدد لكل بلد سفير من طائفة معينة ..
استمع الاسد الى رجاء الهراوي ليحسم الامر معه بهذه العبارة :
أبو جورج جميل والشباب يمسكون الآن بملف سمير جعجع وعندما ينتهون منه سنبحث بطلبك
وما هو الملف؟
انه ملف تفجير كنيسة سيدة النجاة،
التي اراد منها الاسد عبر غازي كنعان وصبيه جميل السيد الزج بسمير جعجع في السجن خصوصاً بعد رفضه الدخول في اي وزارة هو او من يمثل القوات وكان هذا كافياً عند الاسد كي يعتبر ان جعجع متمرداً على حكم استخبارات الاسد للبنان!
نشرت الشراع ملخص ما قاله الاسد للهراوي عن مهمة جميل السيد… فإذا زلزال يحصل في مكتب غازي كنعان الذي اتصل بي صباح السبت من عنجر وكنت دخلت للتو الى مكتبي في بيروت!
كان صوت كنعان يرعد ويزبد ويكاد يخرج من الهاتف بالشتائم والتهديدات وهو يقول نحن ما لحقنا نصادر العدد لكن وحياة امي ما راح مرق لك ياها يا حسن صبرا وقبل ان يقفل كنعان الخط استمعت الى اهم عبارة في المكالمة:
هلق صرت انت والهراوي اصحاب حتى يمرقلك الاخبار!؟
كانت تلك رسالة واضحة ضد الهراوي خصوصاً ان الاشارة اليه سلبية وهو نطق باسمه من دون صفته كرئيس او كفخامة رئيس.. وما كاد كنعان يقفل الهاتف الارضي طبعا ساخطاً حتى غادرت مكتبي متوجهاً الى منزل الرئيس رفيق الحريري، لأنقل له ما حصل وكنت اردد انه ربما هو في منزله فإن لم يكن ففي السرايا..
تأكدت من الحرس انه في قريطم اذ ما ان اقتربت منهم حتى افسحوا المجال لسيارتي لأدخل باحة الدار فتوجهت الى حيث كان مجتمعاً الى مسؤولين وبقيت على مسافة مترين مستمعاً ثم لما فرغ من حديثه مد يده لي وقد انسحب الى مكتبه وانا معه ليسألني:
شو حسن شو الاخبار؟
جلس يمسك بمحول التلفزيون وكنت ما زلت واقفاً فكرر السؤال، اجبته قصة كبيرة فقال خير..
رويت له ما حصل فقال وقد ترك المحول واقفاً:
.. يخرب بيتك .. انت هيك كاتب، وشو عرفك؟ انت شفت الهراوي؟
كذبت وقلت له نعم،
لأن الذي اخبرني الواقعة كان شخصية كبيرة كان قابل الهراوي صباح يوم الاربعاء وقد قابلت الشخصية بعد ظهر اليوم نفسه ولم اكن اريد ان ابدو ناقلاً الخبر عن فلان وعن فلان فنسبته مباشرة للهراوي وكلي ثقة بصدق الشخصية المحترمة
تمشى الحريري في مكتبه والتف وراح وراء كرسيه ليسألني:
وهل عرف احد غيرك هذه المكالمة اجبته بلا فقال لي حسن لا تحدث احداً عنها واترك لي هذا الامر انا اعالجه.. لكنني لا ولن اتكلم مع جميل
الشراع في 27/2/2021