جبران باسيل… “من بعدي الطوفان”
عمق الازمة و فداحة الانهيار الشامل لم يردعا الطبقة الحاكمة من الأمعان في سياسة الهروب ودفن الرؤوس في الرمال. آخر الهلوسات في هذا المجال التسابق الحاصل بفتح ملفات الفساد. اما الحقيقة فتكمن بمراهنة أولياء الشأن على شد العصب الطائفي من جديد وتلتهي بحروب الزواريب الضيقة.
في هذا الصدد، قلب جبران باسيل الطاولة بعد فرض العقوبات الاميركية عليه وفق منطق “من بعدي الطوفان”، ووفق نقاشات قصر بعبدا. فالأمر لن يقتصر على ضمانة نيل ثلث الحكومة من رئيس الحكومة حفاظا على رأس باسيل في المعادلة السياسية بقدر فتح الملفات القضائية ضد الحلفاء والخصوم.
يعلم القاصي والداني في لبنان أن الفساد آفة منفشية في مفاصل الادارات والمؤسسات الرسمية، كما الارادة العميقة الممسكة بالسياسة والاقتصاد وبالقرار الرسمي، وما التهديد بنبش الملفات سوى محاولة يائسة من بعض الأطراف لإعادة تعويم نفسها أمام الخارج وإلقاء التهمة على الآخرين.
يفيد متابعون عن تصاعد المسلسل الفضائحي بين الأطراف المتنازغة داخل السلطة مع زيادة حجم الضغط الخارجي واستفحال الازمة الداخلية حتى حدود الانفجار، ولعل ما يزيد من الاجواء تشنجا الدعوات إلى استقالة رئيس الجمهورية والذهاب نحو تسوية شاملة تعيد تركيب نظام لبنان السياسي.
بغض النظر عن فكرة إعادة تكوين السلطة من بوابة انتخابات نيابية مبكرة قد تسبقها مرحلة انتقالية، تكمن الطامة الكبرى عند جبران باسيل بعد نهاية عهد ميشال عون بعد 4 سنوات عجاف بقدر تداعيات ذلك على “التيار الوطني الحر” و مشروعه السياسي، يحدث ذلك بغض النظر عن جوقة سياسية لا طائل منها تلعب دور فرقة الموسيقى فوق سطح التايتانيك فيما الكل يترقب المصير الأسود بعيون مفتوحة.
المصدر: لبنان24