الإدارة الأمريكية تفرض عقوبات على سياسي مؤيد لحزب الله
خاص – وال ستريت جورنال _ ترجمة صوفي شماس
5 تشرين الثاني، 2020
من المتوقع أن تفرض إدارة ترامب، الجمعة، عقوبات على أحد أقوى السياسيين المسيحيين في لبنان في محاولة لتخفيف قبضة حزب الله على السلطة، وفقا لأشخاص مطلعين على هذه الخطوة.
قال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة تستعد لفرض عقوبات على وزير الخارجية السابق جبران باسيل لمساعدته حليفه الرئيسي حزب الله الموالي لإيران. ومن المرجح أن تؤدي هذه الخطوة إلى زعزعة محاولات تشكيل حكومة جديدة في لبنان الذي مزقته الأزمة. وقد عكف البيت الأبيض على تسريع العقوبات الرئيسية التي تستهدف خصوم أميركا في الشرق الأوسط، قبل 11 أسبوعا فقط من نهاية الفترة الرئاسية الحالية.
على الرغم من أن حصول تغيير في اللحظة الأخيرة لا يزال ممكنا، فقد تمت الموافقة على القرار من حيث المبدأ من قبل وزارة الخزانة ووزير الخارجية مايك بومبيو، الذي من المتوقع أن يكشف النقاب عن العقوبات في واشنطن يوم الجمعة قبل الظهر، ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية التعليق على الموضوع.
من جهة أخرى، لم يتسن الاتصال بالسيد باسيل مساء الخميس للتعليق، إنما في وقت سابق من هذا العام، عندما سُئل السيد باسيل عن احتمال أن تفرض الولايات المتحدة عقوبات عليه بسبب علاقته بحزب الله، قال لصحيفة وول ستريت جورنال إن العمل مع الحزب كان واقعا سياسيا في بلد تُعتبر فيه المجموعة الشيعية لاعبا مهيمنا. وأضاف: “يجب فرض عقوبات على الجميع في لبنان لأن الجميع يتعامل مع حزب الله في لبنان في جميع المجالات”.
السيد باسيل، صهر الرئيس اللبناني ورئيس التيار الوطني الحر المسيحي، هو في قلب الجهود لتشكيل حكومة جديدة في أعقاب الانفجار الضخم الذي وقع في 4 آب في مرفأ بيروت في مستودع مليء بالسماد المتطاير، وأسفر الانفجار عن مقتل 200 شخصا وتدمير أجزاء كبيرة من المدينة وإسقاط آخر حكومة ائتلافية.
أطاحت احتجاجات مناهضة للفساد العام الماضي بالحكومة التي يرأسها رئيس الوزراء سعد الحريري، ولم يتمكن رئيسا وزراء متعاقبان من إخراج البلاد من التدهور الاقتصادي والسياسي. مؤخرا، طلب سياسيون لبنانيون من السيد الحريري العودة كرئيس للوزراء، وهو يحاول تشكيل حكومة ائتلافية جديدة. لكن اتهم حلفاء الحريري السيد باسيل بالسعي إلى نفوذ مفرط في الحكومة الجديدة، مما أدى إلى تباطؤ المحادثات. وأفاد مصدر مطلع أن إدراج السيد باسيل على القائمة السوداء من شأنه أن “يفجر تشكيل الحكومة”.
كانت إدارة ترامب تدرس مسألة فرض عقوبات على السيد باسيل منذ أشهر، لكن الانقسام بين كبار المسؤولين الأميركيين منع واشنطن من اتخاذ الخطوة حتى الآن. فمن خلال عزل السيد باسيل عن طريق فرض العقوبات، ستتخذ واشنطن قرارا سيكون له صدى طويل بعد انتهاء الولاية الرئاسية الأميركية الحالية في 20 كانون الثاني. مع وجود العديد من الولايات التي لم تتخذ قرارها حتى الآن، فإن الديمقراطي جو بايدن على مسافة قريبة من الرئاسة، على الرغم من أن نتيجة انتخابات 3 تشرين الثاني لا تزال غير مؤكدة حتى وقت متأخر من يوم الخميس.
وقد سبق للولايات المتحدة أن أدرجت في أيلول الماضي وزيرين لبنانيين سابقين أقل شهرة على القائمة السوداء، قالت إنهما ساعدا حزب الله المدعوم من إيران ويشكلان جزءا من الفساد المنهجي.