عن الذين إختاروا إيران في لبنان..
من يتابع البرنامج الجديد عبر موقع “صوت بيروت انترناشونال” للإعلامي طوني خليفة يتوقف كثيراً عند آلية التفكير العوني في لبنان ، إذا ما إستعرضنا تصريحات وتعليقات مي خريش نائب رئيس التيار الوطني الحر في لبنان
فالمسؤولة الثانية في الحزب الحاكم في لبنان تحدثت عن قناعة راسخة لدى العونيين بأن إيران حليفة لهم ، ولهذا هم مع ذراع إيران في لبنان ميلشيا حزب الله في السراء والضراء ، أو كما يقال بالعامية اللبنانية ” ع الحلوة والمرة ”
وليست خريش تتكلم هذا الكلام من بنات أفكارها ، بل هذا هو النهج الذي كرسه الرئيس ميشال عون داخل قيادة تياره منذ صفقة مار مخايل التي حصلت مع حزب الله قبل سنوات ولايزال لبنان يدفع أثمانها الباهضة في أمنها وإقتصادها و علاقته مع محيطه العربي و الدول الغربية
فالعونيون داخل البرلمان يؤيدون كل ما يقوم به حزب الله ، وينظرون إلى تدخله العسكري في الصراع السوري مكافحة للإرهاب ، وتدخله العبثي في اليمن والعراق وفلسطين عملاً مقاوماً ، مع أن نصر الله نفسه لا يعتبره كذلك ، بل يراه خدمة لأمر الولي الفقيه
والعونيون من خلال ممارساتهم وبناء على ما قالته مي خريش ، يقولون إنهم بايعوا خامنئي ، و أن الحرس الثوري الإرهابي الإيراني صديق لهم ، وطهران بالتالي هي المرجعية السياسية لهم
وبعد تسلم العونيين للرئاسة في بعبدا ، وبعيد صفقة التسوية التي جلبت الجنرال إلى القصر قبل سنوات ، مارس الرئيس عون صلاحياته وفقاً لما تمليه عليه أجندة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت
ودافع الرئيس اللبناني عن إرهاب حزب الله طيلة عهده ، و أعطى مشروعية سياسية لهذا الفصيل الإيراني الغريب على الحياة السياسية في لبنان ، وكذلك فعل وزير الخارجية السابق وصهر الرئيس جبران باسيل حين أبن الإرهابي قاسم سليماني ونعاه ، ورفض إدانة قصف إيران لدول الخليج العربي
ومع أن التيار العوني يعتبر قوة سياسية مسيحية ، و جمهوره من الموارنة اللبنانيين يعانون الأمرين جراء السياسات الخاطئة لهذا العهد ، حالهم حال معظم اللبنانيين ، لكن الوعي الذي يغيب العقول يجعل مثل هذه المواقف لا تناقش بمنطق و فهم
فهل من المعقول والمقبول إختيار دولة إرهابية تؤمن بتصدير الثورة المسلحة وترسل ميلشيات الموت التابعة لها إلى دول عربية وغير عربية ؟ وهل يجوز إعتبار هذا التيار وطنياً بعد هذا الكلام الصريح الموثق ؟
فبدون أدنى شك أن عون وتياره إن لم يكونوا مشاركين في كل جرائم حزب الله ، فإنهم يغطونها سياسياً وداخلياً ، وعلى طول خط المواجهة مع هذا الفكر غير السليم يوشك عون أن يختم عهده المشؤوم بعد أن خدم إيران ولم يخدم لبنان .
عبد الجليل السعيد _ راديو صوت بيروت انترناشيونال