سفينة الموت “روسوس” لم تغادر لبنان وغرقت في شباط 2018
تحت عنوان : “السفينة المذكورة في انفجار بيروت لم تبحر منذ 7 سنوات. عثرنا عليها”. كتب الصحفي كريستوف كويتل في نيويورك تايمز – 7 آب 2020
باستخدام تحليل صور الأقمار الصناعية وبيانات تتبّع السفن، عادت وحدة التحقيقات البصرية لدينا في الوقت المناسب لتتبّع السفينة التي أحضرت الشحنة الكارثية إلى بيروت. وجدنا موقعها بالضبط، وهو لا يزال مخفيا على بعد مسافة قصيرة من نقطة الصفر في بيروت.
الرحلة النهائية
غادرت سفينة روسوس في رحلتها الأخيرة من باتومي، جورجيا، في أيلول 2013. وحين وصلت إلى بيروت، حجزت سلطات الميناء السفينة البالغة من العمر 27 عاما بعد أن وجدت عيوبا متعددة، وفقاً لمقال إخباري بحري نُشر في العام 2014. وصدر أمر إلى القبطان وبعض أفراد طاقمه بالبقاء على متن السفينة.
تظهر صورة من العام 2014 القبطان وإلى جانبه بعض أكياس نترات الأمونيوم في الميناء والبالغ عددها 2750 كيسا. تطابق هذه الأكياس تلك التي تم تصويرها لاحقا في المستودع الذي انفجر في النهاية، وقد نشرتها صحافية لبنانية على تويتر بعد الحادث. وتظهر صور المستودع أيضا اسم الشركة: روستافي أزوت ل. م. م. من جورجيا، المدرجة أيضا في وثائق الشحن لعام 2013 للرحلة، وأرسل متلقي مراقبة حركة السفينة آخر موقع لها في 7 آب 2014، في نفس الشهر الذي تم فيه إطلاق سراح الطاقم.
التخلي عن السفينة
تم التخلي عن السفينة روسوس، ونقلت السلطات اللبنانية حمولتها إلى مستودع في الميناء. في العام 2015، تم نقل السفينة إلى أعلى الرصيف حيث بقيت هناك لمدة ثلاث سنوات. تُظهر صور الأقمار الصناعية سفينة مطابقة لحجم روسوس، ومخازن الشحن مفتوحة، مما يشير إلى أنها فارغة. كما تمّت رؤيتها أيضا في خلفية صورة نُشرت على تويتر في آذار 2016، وأمكن التعرف عليها بوضوح من خلال اللون المصفرّ لجسر السفينة.
كانت سفينة روسوس ترشح بشكل سيء وبدأت تغرق في شباط 2018. في غضون أيام، كانت السفينة مغمورة تماما بالمياه. حلّل ستيفن وود، خبير الصور بالأقمار الصناعية في شركة ماكسار لتكنولوجيا الفضاء، صورة التُقطت في 18 شباط 2018 لصحيفة التايمز. استخدم صورا متعددة الأطياف يمكنها اختراق المياه والكشف بشكل أفضل عن الأشياء والميزات المغمورة. تظهر الصورة السفينة بتفصيل كبير، على الرغم من كونها تحت الماء.
لم تقم السلطات بإزالة حطام السفينة على الحافة الشمالية للميناء، بحيث لا يبدو أنها تعيق حركة السفن. بقيت روسوس بعيدة عن الأنظار وتم نسيان أمرها تماما حتى الآن. وكذلك تم نسيان وإهمال شحنتها المتفجرة، المخزنة على بعد 460 مترا فقط داخل مستودع.