“سحاسيح” فهمي ووهاب… زمن الانحطاط
يقول الوزير السابق وئام وهاب في مقابلة صباحية “على الريق” على شاشة “المؤسسة اللبنانية للإرسال”، إن وزير الداخلية العميد السابق محمد فهمي، يواظب على إستجداء مسؤول التنسيق والإرتباط في “حزب الله” الحاج وفيق صفا ليتوسط له لدى وهاب كي يسحب تغريداته بحق فهمي.
وهاب يقول أيضاً إن معالي الوزير “كان يتلقى السحاسيح” من مسؤول المخابرات السورية السابق في لبنان الراحل رستم غزالة. كان العميد فهمي حينها ضابطاً في الجيش اللبناني، ولم يوضح وهاب إذا ما كانت هذه “السحاسيح” جسدية أو معنوية ولم نعرف سبب حضور فهمي في حضرة اللواء غزالة وهل كان ذلك في إطار التعاون والتنسيق بين الجيشين أو زيارة تندرج في إطار العلاقات العامة المتسحسحة؟
على أي حال، نحن لا نعرف ما إذا كان وهاب يقول الحقيقة، أو يبالغ، أو يختلق الروايات من أساسها. وفي حال صدقت رواية وهاب فنحن أمام وزير داخلية يدّعي الإستقلالية ويمثل هيبة الدولة كوزير لوزارة سيادية يتوسط عند مسؤول من الصف الثاني أو الثالث في حزب. كما يظهر الحاج وفيق هنا كأخ أكبر لوهاب ولفهمي.
على كل حال، وزير داخليتنا يقدم نفسه بصورة مغايرة تماماً لما أوحت به رواية وهاب. قدم فهمي نفسه بصورة “القبضاي” الذي لا يخاف في الحق لومة لائم. قاتل إثنين خلال الحرب، وصلب يطبق القوانين “على القوي قبل الضعيف” كما فعل بإبنة النائب نعمة طعمة التي جلبها صاغرة أمام القانون لتجري فحص الPCR في المطار.
إبنة طعمة كانت قد غادرت المطار رافضة إجراء الفحص مستقوية بالـ Papi على ما قال فهمي في مقابلة أخرى. فهمي الذي أكد مراراً حرصه على معنويات عناصر القوى الأمنية التي يتطاول عليها الثوار وبرر للعناصر ردود الفعل، يتصرف بدوره كأخ أكبر للمواطن، فلا يتردد في توبيخ المواطن اللبناني عقاباً على إهماله في إتخاذ الإحتياطات الإحترازية المطلوبة لمكافحة إنتشار الكورونا.
حضرة الوزير القبضاي إن التحدي أمامك اليوم خطير. معنويات العناصر الأمنية تصاب بمقتل إذا سمعوا رواية وهاب، أكانت كاذبة أو صادقة. أنت مطالب اليوم برد فعل على مستوى التحدي، يضع الأمور في نصابها. هل يترأس العناصر الأمنية وزير داخلية يتوسط عند مسؤول حزبي ويُسحسَح له أو يترأسهم وزير يُقذف بالقدح والذم بعبارات من قبل “متعنتر” سياسي درجة ثالثة زعاماتياً؟
الجدير ذكره، كلام وهاب هذا جاء إثر فورة غضب إنتابته بعد أن نقلت المحاورة له بأمانة قول وزير الداخلية عنه أي وهاب “يسحب تغريداته بعد السحسوح” والسحسوح هنا هو سحسوح الحاج وفيق المُهدى كرمى لعيون الوزير المستقل.
فلنعد إلى الجدّ قليلاً، تتبع مسار “السحاسيح” بين وهاب وفهمي ليس لإغراق القارئ بثرثرات وعنتريات صبيانية، وإنما محاولة لفهم آليات عمل حكومة ووزارة يراد لنا التصديق أنّها أخذت على عاتقها إنتشال لبنان من أضخم أزمة مالية وإقتصادية تفتك به. أزمة تعجز أمامها “الفحول البيض” فكيف بوزراء من طينة ثقافة السحاسيح؟
رضينا بالإنهيار فأتانا معه الإنحطاط… اللهم لا نسألك رد الإنهيار بل نسألك اللطف فيه!
علي طيّ _ نافذة العرب