حقيقة “حسن نصر الله” كما لم تُروَ من قبل: جيفة تطفو على بحر من الدّم !!
وُلد هذا الشاب في بلدة البازورية الجنوبية في ٣١/آب/١٩٦٣ ولكنّ حزب الله قد كبّره ثلاث سنوات عندما استلم الأمانة العامة للحزب …كان هذا الشاب اليافع يجول في شوارع بلدته (البازورية) عندما اختلف هو وأحد أقربائه والذي يدعى “علي كساب” واشتدّ الخلاف وتمّ قتل “علي كساب”، فتدخل والد “حسن نصر الله” وهربا من الجنوب سنة ١٩٧٧ !!!
بعد هذه الجريمة سافر “حسن نصر الله” إلى العراق في نفس العام بغرض الفرار ودراسة العلوم الدينية فبقي فيها مدة سنة ونيّف بحيث لم يكمل دراسته وعاد أدراجه إلى البقاع ثمّ انضمّ للحوزة في بعلبك وانخرط في “حركة أمل المحرومين الإسلامية” مع “أبو هشام” برتبة مسؤول ثقافي وبقي فيها إلى أواخر العام ١٩٨٣، فترك الدراسة والمسيرة الأملاويّة حينها؛ هذا ما يعني أنّه درس سنة واحدة بالعراق وثلاث سنوات في بعلبك، فهو لم يُنهِ مرحلة المقدّمات في الدراسة الحوزوية وهو ليس من اهل العلم بالدين !!!
انشقّ “نصر الله” عن “حركة أمل” وخضع لدورة “مجاهد” في حزب الله وكانت الدورة الثالثة للحرس الثوري الإيراني في لبنان وعند انتهائها فرزوه إلى عنصر عادي بما سمّوه “الأحوال” في وقتها وعاش في بلدة “بريتال” فسرق بطارية لسيارة أحد أبنائها ومن ثمّ ارتاد سيّارة مسروقة من شخص مسيحي بحيث كانت أوّل آليّة يقتنيها وغيّر مكان سكنه ليصبح في بعلبك؛ في العام ١٩٨٥ ذهب هذا الشاب مع السّيد ابراهيم أمين السّيد إلى بيروت وقطن فيها وهناك توسّعت طموحاته ومآربه …
لم يكُن بِوسع الحرس الثوري الإيراني تحمّل أي حركة مقاومة عسكريّة غير اللواتي تتحكّم فيهم وتصدر لها الأوامر وتنهى عن أخرى فتولّى “نصر الله” تصفية كل كوادر المقاومة اللبنانية الوطنية اليسارية وآخرهم جورج حاوي الذي كان يشكل قائداً ومرجعيّة وطنية مقاومة حتى يظلّ هو من يحتكر الحديث بإسم المقاومة وتسخيرها لصالح مشاريع الإيراني القذرة؛ حينها ً كانت حركة أمل لا تزال في خضام الصراع العسكري مع العدوّ الإسرائيلي لكنّها لا ترزح تحت السطوة والهيمنة الإيرانية، فما كان من الأخيرة إلّا أن أمرت الأمين العام بوقتها سنة ١٩٨٧ الشّيخ صبحي الطفيلي بافتعال حرب معها وإنهائها لينضمّ ما يبقى من عناصرها إلى حزب الله لكنّه رفض دون نقاش …
كان الشّيخ الطفيلي والسيّد عباس الموسوي على وشك الصعود إلى الطائرة المتّجهة نحو إيران عندما أتاهم خبر اندلاع الحرب الشيعية-الشيعية بين حركة أمل وحزب الله فعادوا أدراجهم ليروا ماذا يُمكن أن يُصنع فتفاجؤوا بأنّ من أحدث شقّي رحى هذه الحرب هو الشاب “حسن نصر الله” من أجل كسب وتعزيز ثقة الإيراني به …
اندلعت الحرب وسُفكت الدّماء بين أبناء الملّة الواحدة وأبرزها في حصار إقليم التّفاح الذي ذهب ضحيّته الكثيرين من خيرة الشباب إمّا بسلاح إيراني وإمّا روسي، وكان دور “نصر الله” يقتصر حينها على دعم المقاتلين وتنظيم الخدمات اللوجستيّة لمقاتلي الحزب أمام حركة أمل والأمر الذي دفع لتنظيم محاولة إغتيال له لكنها باءت بالفشل؛
عُقب هذه العمليّة، وجراح أمل لم تكن قد بردت، تمّ حصار “نصر الله” مع عدد من مقاتلي الحزب في بيروت بِ “حي الحجّاج”؛ الأمر الذي دفعه للتخلي عن العمامة وارتداء الزّي العسكري بهدف القتال
إنتهى الصراع العسكري في أواخر كانون الثاني من العام ١٩٨٩ باتفاق أُبرم بين قيادة حزب الله وإيران وسوريا بعد المواجهات الثلاث الخطيرة التي نشبت في إقليم التّفاح والتي كانت تودي بحياة طفل إيران المدلّل …
تلا هذا الميثاق تباعاً سفر لٍ “نصر الله” إلى إيران بعد أن توسّمت فيه العنصر النّجيب المرضيّ، فخضع خلاله إلى دورة أمنية مكثفة وجاء إلى لبنان بمشروع الأمانة العامة…
بُعيد هذا التفاهم، حصلت بعض المناوشات العسكرية ممّا أدّى إلى اجتماع القيادات الإيرانية والسورية في العاصمة دمشق في تشرين الثاني من نفس السنة وتوصّلتا إلى إتفاق ثانٍ ونهائي من أجل وضع حد لهذا الصراع بين الشيعة في لبنان …
في شهر أيّار من العام ١٩٩١ تمّ انتخاب السّيد عبّاس الموسوي أميناً عاماً للحزب والّذي ما لبث أن اسُتشهد هو وزوجته وولده بالقصف الإسرائيلي على سيارته إثر عودته من إحتفال أُقيم في ١٦/شباط/١٩٩٢ بذكرى استشهاد الشيخ راغب حرب في قريته جبشيت حيث قال حينها جملته الشهيرة: “سنخدمكم بأشفار عيوننا”، والتي على ما يبدو أنّها لم تعجب أحداً وهذا ما أظهره التّستر على العميل الإسرائيلي الذي موّل العدو بالمعلومات ووضع دبّوس التجسّس في ملابس طفله “حسين” والّذي يسكن الآن في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل الحزب حاليّاً …
بعد تشييع الشهيد السيد عباس الموسوي ومواراته الثرى من “جبشيت” إلى مسقط رأسه “النبي شيت” تمّ انتخاب “حسن نصر الله” أميناً عاماً لحزب الله بمباركة إيرانيّة تامّة وكان إتّفاق الطائف قد أبصر النور فأُمر حزب الله بدخول المعترك السياسي اللبناني تحت قيادة “نصر الله”…
بتاريخ ١٣/أيلول/١٩٩٣ نزل شبّان وشابات ورجال ونساء إلى جسر المطار من أحل التّنديد باتفاق أوسلو فتمّ إطلاق النار عليهم وسقطوا شهداء وكان حينها “محسن دلّول” حليف السوريين هو من يشغل منصب وزير الدفاع؛
أوّل عهد “نصر الله” كان دماً والحبال على غاربها …
توالت الأيّام والمواقف إلى عام ١٩٩٧ عندما انطلقت الثورة المطلبية من البقاع (ثورة الجياع) بقيادة أمين عام حزب الله الأسبق الشيخ صبحي الطفيلي وثلة من كوادر وقيادات الحزب وعناصره وسرعان ما انتشرت في كل لبنان عابرة لجميع الأديان والطوائف والمذاهب تشدّ على يد المقاومة وتطالب بحقها في لقمة العيش والأمر الّذي جُسّد في ٤/تموز/١٩٩٧ أمام السراي الحكومي في بعلبك حيث كان هناك عدد مهيب من المواطنين رغم محاولات أمنيّو الحزب وعناصر الدولة من منع الناس من الوصول، فشبّت نار الثّورة وبدأ الطغاة بتعداد أيّامهم؛ في ذلك الوقت كانت المفاوضات تجري على قدمٍ وساق في ألمانيا من أجل وضع سيناريو الإنسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني بَيد أنّ العامّة لا علم لهم بهذا الأمر حينها …
تصاعد لهيب الثّورة واشتدّت حلقاتها وبدأت المساعي تأخذ مجراها من أجل تنفيذ المطالب لكنّ المؤامرة كانت قد حيكت في الغرف السوداء المخفيّة إلى أن استُفزّت المعارضة وتجمّع الكثير من عناصرها مع الشيخ الطفيلي في الحوزة العلميّة في عين بورضاي؛
صبيحة ٢/شباط/١٩٩٨ حوصرت الحوزة العلمية وفيها الشيخ الطفيلي ومعه العديد من النّاس من قِبل الجيش اللبناني بصورة علنيّة ومن قبل عناصر حزب الله من جهة أخرى وبدأ التّصعيد ومحاولات التهدئة؛
أُحيط بالعلم الشيخ خضر طليس بما يجري وكان حينها هامة من هامات الثورة ونائباً سابقاً في البرلمان اللبناني ويشغل عضو مجلس سياسي في حزب الله، فاستقلّ سيّارته وذهب من بريتال إلى الحوزة العلمية وكان رأس حربة في المفاوضات والتهدئة …
مساء ذلك اليوم وبعد صلاة المغرب كان قد توصّل الشيخ خضر مع الضابط “جان قهوجي” (الذي تسلّم قيادة الجيش قُبيل “جوزيف عون” العماد الحالي للجيش) إلى حل يُفيد بالإنسحاب من الحوزة دون أي إطلاق نار لكنّ الأوامر كانت قد أتت والقرار اتُّخذ بتصفية دينامو هذه الثّورة المجسّد بسماحة الشيخ خضر طليس بعد أن اختبأ الضابط المذكور في إحدى الحمامات، فبدأ الرّصاص باختراق الساحات إلى أن سقط الشيخ طليس شهيداً للعلم والجهاد وإلى جانبه الشهيد زيد إسماعيل بأيادي الفتنة وخفافيشها، فاستُشهد البقاع، وبإخماد لهيب الثورة الّذي بقي جمرها في النفوس الأبيّة الحرة أُخمِدت شعلة المقاومة والشهداء والقضيّة الحقّة والطاهرة، فجلّهم ماتوا وبقي “نصر الله” والقضية لا تزال رهينة أدراج المجلس العدلي دون أيّ تحقيقٍ أو تحريك؛ وهذا ما قصده في مقابلته الخاصة مع التلفزيون الإيراني عندما ذكر عامي ١٩٩٧ و ١٩٩٨، وهكذا يكون قد بدأ كابوس “نصر الله” بعدم نسيان تيك الحقبة …
جاء تحرير الجنوب اللبناني في ٢٥/أيار/٢٠٠٠ بعد إبرام الإتفاق في ألمانيا، ومن بعدها إغتيال الرئيس رفيق الحريري في ١٤/شباط/٢٠٠٥ والّذي أثبتت المحكمة الدّولية والمعلومات أنّ حزب الله هو الأوّل والأخير في هذه العمليّة التي ذهب ضحاياها الرّئيس الحريري ومرافقيه وعدد كبير من المدنيّين، فالفكرة نشأت في منزل أحد معاوني “نصر الله” بعد الخلاف بين السوريّين والرئيس الحريري إلى أن وضعت خطّتها وتمّ تنفيذها دون أي مراعاة أو حساب للصّداقات والعهود المنصرمة …
إثر لقاء “بطرسبورغ” بين الدول الثماني جاء القرار بجرب تمّوز عام ٢٠٠٦ فتتابعت أعداد الشهداء حتّى وصلت إلى ١٢٠٠ مدني و ٧٥٠ مقاتل من خيرة الشباب وأصلبهم وأجدرهم إضافةً إلى الدّمار المادي الذي لولا الهبات الخارجية لما قدرنا على ترميمه ولا بألف سنة ممّا نعدّ ودون أي انتصار حقيقي أو هزيمة للكيان الغاصب أو تحرير شبر من أراضي فلسطين المحتلّة …
تفاقمت الضغوطات والإتهامات على حزب الله من قبل فريق ١٤ آذار وتزعزعت مكانته فاضطُر العقل الإبليسي أن يقوم بحرب ٧ أيار من العام ٢٠٠٨ تحت ذريعة شبكة الإتصالات السلكية والتي يموّلها من أموال بلديات الدولة، فأودى بحياة ما يُقارب ٢٠٠ مدنيّاً لا علاقة لهم بالصراع مع العدوّ الإسرائيلي وكلّه من أجل فرض وصايته وسيطرته على البلد …
إثر بداية الأحداث في سوريا ودخول الحزب فيها ونشوب المعارك وظهور فصائل مسلّحة حديثة العهد تكبّد حزب الله ما يُقارب ٤٠٠٠ شاب ما عدا المفقودين والذين لا علاقة لهم بالصراع مع العدوّ الإسرائيلي إنّما إشباعاً وإنفاذاً للرغبة الإيرانية وتحقيقاً لمآرب بعيدة كلّ البعد عن ماهيّة المقاومة وسموّ معانيها …
تماهياً مع محصّلة تفوق دماء عشرة آلاف شخص بعيدة كلّ البعد عن الصراع مع العدوّ الإسرائيلي لا نستطيع أن نوجد كلام يصف “نصر الله” سوى بِ “جيفة تطفو على بحر من الدم”، فإهراق هذه الكمية المخيفة من الدماء هي التي رفعته إلى أسفل الحضيض بين المقاومين الذين سطّر التّاريخ لِخلود أفعالهم الملاحم فَجُلّهم أحيوا المروءة وأثبتوا أنّهم موّارين، إلا ربيب النظام الإيراني أكّد أنّه جدير بلقب الجيفة التي طافت على البحر القاني …
بدأ “نصر الله” حياته شوارعي ولم يستطع الخروج من شوارعيّته وقد انفق ملايين الدولارات على تجميل صورته وتبقى رائحة حقيقته الكريهة أقوى من كل المساحيق التجميلية؛ ما فعله شبيه الرجال بالمقاومة والمقاومين وبالقضيّة واللبنانيّين يعجز العدو عن فعله بعشرات السنين !!!
هذه هي سيرة شخص احتلّ منبر المقاومة وحوّل ساحها لميدان تصفية وآهات الثكالى، فبحقّ رسالة محمّد وجميع الأنبياء، أعتق رقاب النّاس ولا ترمِهم بأتون طَيشك وحبّك للسّلطة، أحرقت العامّة بلهيب شرّك أنت ومن تتولّى، لكنّ الله غالبٌ على أمره قد جعل لكلّ شيءٍ قدرا ولكلّ فرعونٍ موسى
تقرير نشر على موقع “صوت بيروت انترناشونال”