المحوران يقصفان طرابلس الشرق سياسياً
كتب الدكتور وليد فارس على حسابه:
لقد بات واضحاً بان المحورين الايراني والاخواني قد فتحا النار السياسي و الاعلامي على سياسيي الوسط المعتدل في الطائفة السنية في لبنان في محاولة لحسم السيطرة على هذه الطائفة بين نفوذي طهران و انقرة، كما يحدث لسوريا.
وقد بدأ الهجوم المزدوج هذا الاسبوع بموجة لمحور حزب الله ضد اشرف ريفي متهمة اياه بأنه حليف الاخوان المسلمين و اردوغان و يهيء “لانزال عثماني في طرابلس” (!)، و ذلك لاخافة المسيحيين و دفعهم للابتعاد عنه. و بعد يومين فتحت وكالة الاناضول النار على الريفي “لانه رفض تحويل ايا صوفيا الى مسجد”. فكيف يكون الريفي متحالفاً مع الاخوان، وهذه الاخيرة تهاجمه؟ هذا كشف، و بغض النظر عن السياسات اللبنانية المحلية الضيقة، ان الريفي هو سياسي لبناني محافظ يمثل جزأ من الطائفة السنية التقليدية الغير ملتحقة بايران او الاخوان. و بالتالي يسعى المعسكران لضرب الخيار الوسطي لدى الطائفة القادرة ان تتواصل طبيعياً مع العالم العربي السني الذي يواجه الكتلتين الراديكاليتين، ايران و الاخوان، و بالتالي ان تتلقى دعم الدول العربية الكبرى كمصرو السعودية و الامارات.
و الجدير بالذكر ان هجوم وكالة الاناضول على الريفي مستعملة مغردين مؤيدين للاخوان ركز على انفتاح الامارات على الريفي كشخصية تؤمن بالتعددية. و ما لم يفصح عنها المعسكران الايراني و التركي ان الريفي له تواصل مع الولايات المتحدة، قد يجعل طرابلس تدخل تحت مظلة اميركية عربية تهم واشنطن و التحالف العربي . ضف الى ذلك احتمال تكتل رأي عام سني معتدل و رافض للمحورين حول شخصيات كالريفي و غيره.
طبعاً في سياسات الشوارع الداخلية اللبنانية و تعقيداتها اللامتناهية، يُنظرالى السياسيين من منظار “زّفْتَ امام بيتي او لم يوظّف ابن اختي في المرفأ”. الموضوع اليوم اكبر، اخطر، و اكثر استراجيتية من “الزفت و التوظيف”. انها مسألة انتقال الارض من سيادة الى اخرى.