تحت المجهر

الراعي يهاجم العهد: فليُفكّ الحصار عن الشرعية ويحيّد لبنان

في عضته ليوم الأحد 5 تموز الجاري أعلن البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي مواقف جديدة عاصفة.

أين رئيس الجمهورية؟
وشن الراعي هجوماً لاذعاً على السياسيين، وبشكل مضمر رئيس الجمهورية وحزب الله. وقال: “المرحلة التي بلغناها تحملنا إلى توجيه هذا النداء: نناشد فخامة ​رئيس الجمهورية​ العمل على فكّ الحصار عن الشرعية والقرار الوطني الحرّ، ونطلب من الدولِ الصديقةِ الإسراعَ إلى نجدة لبنان، كما كانت تفعل كلما تعرّضَ لخطر، ونتوجّه إلى منظَّمة الأمم المتّحدة للعمل على إعادةِ تثبيتِ استقلالِ لبنان ووحدتِه، وتطبيق القرارات الدولية، وإعلانِ حياده”.

وأضاف: “حيادُ لبنان هو ضمانُ وِحدته وتموضعه التاريخيّ في هذه المرحلةِ المليئةِ بالتغييراتِ الجغرافيّةِ والدستوريّة. حيادُ لبنان هو قوّته وضمانة دوره في استقرار المنطقة والدفاع عن حقوق ​الدول العربية​ وقضية السلام، وفي العلاقة السليمة بين بلدان ​الشرق الأوسط​ و​أوروبا​ بحكم موقعه على شاطئ المتوسّط”.

مكاسب السياسيين الرخيصة
وقال البطريرك: “أسوأ ما نشهده اليوم عندنا هو أن معظم الذين يتعاطون الشأن السياسي، لا يعنيهم إلا مكاسبهم الرخيصة ومصالحهم وحساباتهم، وحجب الثقة عن غيرهم، وإدانة الذين يتولون ​السلطة​ في ​المؤسسات الدستورية​. والأكثر ضررًا أنهم يعملون جاهدين على أن يكون الولاء لأشخاصهم وأحزابهم، لا للبنان​، الذي يتسببون بحرمانه لبنان من ثقة الأسرتين العربية والدولية، على الرغم من قناعة هذه الدول بأهمية لبنان ودوره وإمكاناته وقدرات شعبه”.

ولفت إلى أنه “يبدو أنّ هؤلاء السياسيين يريدون بذلك إخفاء مسؤوليتهم عن إفراغ خزينة ​الدولة،​ وعدم إجراء أي إصلاح في الهيكليات والقطاعات، كما طالبت الدول التي تلاقت في ​مؤتمر​ باريس المعروف بـ”سيدر” في شهر نيسان 2018. لكنهم توافقوا بكل أسف على نهج ​المحاصصة​ وتوزيع المكاسب على حساب ​المال​ العام. فكان ارتفاع منسوب ​الفقر​ ​والبطالة​ و​الفساد​ والدَّين العام. حتى كان الانفجار الشعبي مع ثورة 17 تشرين الأول 2019 التي ما زالت نارها مشتعلة. فيما المسؤولون السياسيون غير معنيين، ويراهنون على انطفائها. وهم مخطئون.

عبارات المنتحرين
وتبنى الراعي في كلمته قول أحد المنتحرين الأربعة في اليومين الأخيرين، فقال: “فالجوع كافر، كما كتب أحد المنتحرَين أوّل من أمس، فكانت هذه وصمة عار أخرى على جبين الوطن. وما يؤسف له أكثر أنّ المسؤولين السياسيين، في مختلف مواقعهم، لا يمتلكون الجرأة والحرية الداخلية للالتقاء وايجاد السبل للخروج من اسباب معاناتنا السياسية التي هي في أساس أزماتنا الاقتصادية والمالية والنقدية والمعيشية”.

وأضاف قائلًا: “نتساءل بمرارة: مذ متى كان الإذلالُ نمطَ حياةِ اللبنانيّين؟ فيتسوّلون في الشوارع، ويَبكون من العَوز، ويَنتحرون من الجوع؟”

وتوجه مخاطباً السياسيين مباشرة: “أوَتدركون أيها المسؤولون السياسيون الجرم المقترف: لبنانُ جامعةُ الشرقِ ومدرسته تُغلَقُ، وجامعاتُه ومدارسُه وتنحطّ عزيمتها؟! ولبنان مُستشفى الشرق تُقفَل مستشفياتُه ويتعثّر تطوّرها؟ ولبنان ​السياحة​ والبحبوحةُ والازدهارُ تعاني فنادقه من الفراغ وتُحتجز أموال الشعب في ​المصارف​؟ هل لبنانُ النهضة يُحجَّم ويُحوَّل إلى ملكيّة خاصّة تُصادره طبقةٌ سياسيّةٌ وتَتصرّف به على حساب المصلحة العامّة؟ أوتريدون لهذا الشعبِ أن تُركّعَه لقمةُ ​الخبز​؟ لا، فكما أنّه لم يَركع أمامَ أيِّ احتلال، لن يركع اليوم. ونحن لن نَسكت على ما يجري. هذا الوطن هو ملك بنيه وهم مصدر سلطاته. وهذه مقدمة الدستور”.

لتستمر ثورة الشبان والشابات
وأشار الراعي إلى أن “ثورة شعبنا المذلول والجائع والمحروم من أبسط حقوقه الأساسية تستحقّ الحماية الأمنية لا القمع. الخطرُ على لبنان ليس من شبابِه وشابّاتهِ لكي يُردَعوا ويُعتقلوا. فتّشوا خارج الثورة عن المخرِّبين ومُهدِّدي الأمنِ القوميّ اللبناني، والمتطاولين على ​الجيش​ والشرعيةِ والمؤسّسات، ومُعطّلي الدستور والاستحقاقات الديمقراطيّة ومن وراءهم. الثوّار بناتُنا وأبناؤنا. هم زَخمُ التغيير وأملُ ​المستقبل. نحن نريدها تكرارًا ثورة حضارية لا يكون ضحيتها الشعبُ في مصالحه وتنقلاته اليومية، بل نريدها أن تحترم الأصول القانونية للمظاهرات، وتكون صاحبة رؤية بنّاءة”.

Show More

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button