الجيش يعجز عن إطعام جنوده اللحم… سلطة العار
ارتفعت أسعار اللحوم نحو ثلاثة أضعاف عن المرحلة السابقة. وبات معظم اللبنانيين يتحسرون على أكل اللحوم. لكن العسكري الذي بات راتبه أقل من مئتي دولار لن يستطيع أكل اللحوم في بيته كما في أثناء الخدمة، بعد قرار المؤسسة العسكرية، خصوصاً في ظل هذه الظروف التي تستدعي منه الجهوزية أمام ما يحصل في الشارع.
جشع التجار
تجار اللحوم لا يفوتون فرصة من دون استغلال سعر صرف الدولار، ويرفعون سعر اللحوم بشكل غير منطقي. والمؤسسة العسكرية تشتري اللحوم من التجار. وعليها تدبّر أمرها مع جشعهم. فهي تعاني من الأوضاع الاقتصادية الصعبة نفسها التي يعاني منها لبنان، بعدما طال التقشف ميزانيتها.
ميزانية التغذية
الارتفاع الجنوني بأسعار اللحوم، والتقشف المالي الذي طال ميزانية المؤسسة العسكرية، دفعها إلى إعادة إدارة ميزانيتها من جديدة، بما يتماشى مع الواقع الحالي. فلجأت إلى إدارة الأموال والاعتمادات المخصصة للتغذية في ميزانية الجيش. لكن “بطريقة مدروسة”، لمواجهة غلاء اللحوم، مستغنية عنها من مائدة العسكريين. ففي مقابل إلغاء اللحوم لمواجهة سعر صرف الدولار، عملت على استبدالها بأنواع أطعمة تحافظ على نوعية وجودة الطعام وتوازنه، بما لا يؤثر على جهوزية العسكريين، كما قالت مصادر عسكرية لـ”المدن”.
انتقاد الجيش؟
البعض رأى في هذا القرار مادة لتناول الجيش بانتقادات لاذعة، على اعتبار أنه يقمع الناشطين والشعب اللبناني المنتفض على السلطة. لكن الجيش يرى أن المهمة الموكلة إليه في حفظ الأمن أصعب بكثير من خوض الحروب مع الأعداء. فهو في تنفيذ المهمة الموكلة إليه لا يقف ضد شعبه، كما يحاول البعض الإيحاء لحماية السلطة، بل يقوم بواجبه للحفاظ على النظام اللبناني. هو يدافع عن النظام وليس عن السلطة، كما قالت المصادر.
تنديد بالسلطة
وفي المواقف المنددة بما وصلت إليه أوضاع المؤسسة العسكرية، غرد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل عبر “تويتر” معلقاً على خبر إلغاء اللحوم من وجبات العسكريين، وسأل: هل هذه هي التدابير الإصلاحية التي تنوون القيام بها؟ هل تتابعون معاناة الناس اليومية؟ أهكذا تكافئون أبطال الجيش اللبناني لدفاعهم عن لبنان؟ وأضاف: هذا جرم بحق رمز سيادة بلدنا وانتقام من المؤسسة الحامية لحدوده والضامنة لأمنه”.
من ناحيتها، غردت النائب ديما جمالي عبر حسابها على “تويتر”: “ألغت المؤسسة العسكرية التي تعاني الأوضاع الاقتصادية الصعبة نفسها، مادة اللحم كلياً من الوجبات التي تقدم للعسكريين أثناء وجودهم في الخدمة… ماذا بقي بعد لهذا العسكري المسكين؟ فقد قيمة راتبه وتعويض نهاية خدمته والآن بدأ يخسر طعامه…استحوا”.
المصدر: المدن