تحت المجهر

إيران واتباعها يستعجلون الحرب الأمريكية. (بقلم عمر سعيد)

لو سألت محكوما بالإعدام عن أكثر مطالبه إلحاحا، لأجابك: أنه يستعجل تنفيذ الحكم.
فأبشع الألم هو انتظار الموت.

وها قد بدأ الموت ينتشر في الجسد الإيراني وأطرافه..
وقد بلغت ردود فعله في منتهى التوتر ، لدرجة استعجال رصاصة الرحمة؛ التي لا مفر منها.

فمنذ سنوات والترويج لقضية التنسيق الأمريكي الإيراني، وهي تفرض الغموض عند المراقبين لأحداث المنطقة ..
غير أن واقع الحال أتى يؤكد عكس ذلك.

استقدم الفرس الروس لمؤازرتهم للقضاء على ثورة السوريين، وكان لهم ذلك، لكنهم أفاقوا على حقائق ما كانت في الحسبان، وقد أخذ الروس يديرون اللعبة مع الأمريكان على طريقتهم مستبعدين الجميع..

ثم بدأت مؤشرات الوهن الفارسي تتجلى بسقوط سليماني، وتوالي الضربات شبه اليومية على مواقعهم ومواقع حلفائهم العسكرية في سوريا والعراق واليمن وصولا إلى العمق الإيراني، مروراً باعتقالات دولية لشبكاتهم الخارجية.

وقد تلقى الإيرانيون وأتباعهم أكثر من ضربة خلال الأسبوع الأخير من حزيران :

ضربتين جويتين في الداخل الإيراني.
وعملية ضد حزب الله في العراق.
وعملية في سوريا ..
وأوامر الكاظمي القاضية بإزالة صور قادة إيران من العراق
ثم دخول قيصر حيز التنفيذ، ليبلغ سعر التومان الإيراني قرابة عشرين ألفا للدولار الواحد.
تلا ذلك أزمات في الدواء والرغيف والمحروقات.

كلها دفعت رد فعل الجسد المريض الإيراني إلى الباحث عن رصاصة الرحمة التي تمثلت في :
١- تهديدات أمين عام حزب الله المبطنة.
٢- اصدار القاضي مازح قراراً بحق السفيرة الأمريكية في بيروت شيا.
٣- إصدار الادعاء العام الإيراني مذكرة توقيف بحق الرئيس ترامب و خمسة وثلاثين آخرين من إدارته.
٤- الطلب الإيران الموجه للأنتربول الدولي للمساعدة في إلقاء القبض على ترامب، ورفض الأخير الطلب.
لتبدو كل التصرفات منسقة ..
وإلا ما معنى أن يبدأ الأمر حليفه في لبنان، ليتمه ولي الفقيه في إيران ؟!

غير أن كل ذلك مجرد زوبعة في فنجان ..
ليستنتج القارىء أن مثل هذه التصرفات الدالة على الهروب إلى الأمام، ما هي إلا نتاج حالة اليأس التي بلغها النظام الإيراني وحلفاؤه.
وبالتالي لم يبق أمامهم إلا استعجال الحرب، التي ستحمل رصاصة الرحمة لهذا الجسد المتخبط في موطدته البطيء وعلى مستوى الداخل الإيراني وخارجه.

عمر سعيد

Show More

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button