إلى مايا بشير الجميل (بقلم عمر سعيد)
يا مايا ..
قد نكون تأخرنا عليك في الوصول ، غير أنّا وصلنا .
فقد ظلت رائحة دمك الطري دليلنا في دروب الغابات التي كادت تبتلعنا ..
وقد ظننا أن السماء قد أقفرت وغدت صحراء .
حتى التقيناك بعد عقود ، عند إشراقة الأمل الوديع .
كبرنا جميعا يا مايا ، وتكثف ليل الوطن ، واتسع ..
و بقيت وحدك على ابتسامتك التي تدين الرجولة والذكورة والسياسة والوطن ..
وأجمل ما فيك يا مايا أنك شاهدنا الأصدق على القساة الظالمين ..
وأنك شهيدنا الأدوَم في وجه جيوشهم الغشيمة ..
ينتظرونك أن تكبري ليزيحوا عن الضمير عبء التعدي على الطفولة ..
فيظل صوتك الهزيل في طرقات الأمس الأليم أقوى من صوت العبوة تغتالك ..
اختفى دخان تفجيراتهم ، ونأى إلى اللا عودة صوتها المتوحش ..
وظل صوتك البريء يملأ الساحات و الجبال والشوارع والأزقة أملا وصموداً ..
فإن لم يكن الصمود لأجل الطفولة ، لأجل ماذا سيكون ؟!
لن ينتصروا يا مايا ، وأنت وآلان الكردي آخر حصون الإنسانية التي هزمت مدافعهم ..
لم يقتلوا آلان الكردي ، إلا لأنهم أدركوا عجزهم عن جعلك تموتين ..
سنظل نزرع الأرض طفولة تلون الصبح بالحب العفيف ..
وتظل تزهر ألعاب الطفولة بيادر من فرح ..
فلهم ملابسهم المعفرة بغبار البيوت هدموها ، يلطخها دم الصغار في الطريق إلى الحدائق والمدارس ..
ولنا الطفولة بملابس العمادة والإحرام والأعياد ، تضج في قلوب المؤمنين كل صلاة : آمين !
عمر سعيد