الموقف السياسي ومدافع آية الله .. (بقلم عمر سعيد)
غبار الحرب لا يمكن ان يطمس الطريق إلى الوطن ، وسطوة السلاح تستطيع ان تغير التاريخ ، لكنها اعجز من ان تغير الجغرافيا ..
وليست مصادفة أن يكون موقف غالبية اللبنانيين في السياسة هو موقف القوات اللبنانية السياسي.. ذلك لأن موقف القوات هو الموقف اللبناني العتيق منذ ما قبل المحاريث الرومانية ، تلك التي تستطيع ان تبلغ من جغرافيا لبنان وتربته ما لا تستطيع ان تبلغه عربات المدافع المستوردة ونيرانها المشتراة بدماء أبنائنا ..
فمنذ أن استعادت القوات اللبنانية عافيتها السياسية ، وموقفها السياسي هو الجدار الأشد سماكة في وجه مدافع فريق الممانعة ، ومحاولاته المستمرة للنيل من لبنان الذي نسعى إليه .
وبالرغم من الدرجات ال 180 التي استادرتها تلك المدافع ، وبالرغم من شراستها في اثبات ضراوتها للنيل من الموقف السياسي للقوات ، والذي بات يمثل موقف غالبية المؤمنين بلبنان كوطن نهائي ، إلا ان الهدوء في الخطاب القواتي وفي التعاطي والاتزان في المواقف ، والرؤية الواضحة في النظرة الأصيلة لهوية البلاد ومستقبلها ، وتأنيها في دراسة المشكلة قبل اتخاذ القرار ، كل هذا جعل أزيز الرصاص وقصف المدافع ولغة التهديد والوعيد في خطاب حملة السلاح أضعف بأكثر مما يمكن تخيله أمام الموقف السياسي للقوات ..
لكل ما سبق نقول سينتصر الموقف السياسي للقوات على مدافع آية الله في لبنان ، لان هذا الموقف ليس مستوردا كتلك المدافع ، ولا مجندا لأية ولاية ، ولا ممولا من أي نفط ، بل هو موقف كل متمسك بارضه وهويته ، وموقف كل رافض للظلم والاستغلال والقتل ، وموقف كل مزارع لا زال يعمل معوله في صدر حقله ، وموقف كل فلاح لا زال محراثه يشق تراب بساتينه ببقايا أكفه المحرومة ، وموقف كل أب يبني لأبنائه منزلا حجارته من مقالع جبالنا ، وموقف كل موظف يرفض أن يمتطي حمار الوظيفة لبيع الوطن ، وموقف كل عفيف انفة نفسه عن المس بقيم الإنسان في هذا البلد .. وموقف الدماء التي ما سالت على غير هذا التراب فتقدست شهادة مغدقيه ، وسمت في ملكوت السماء
لذا سينتصر الموقف السياسي للقوات اللبنانية على مدافع آية الله ، وسيكون لنا لبناننا الذي لا يزول .
عمر سعيد