إلى أين أخذت المُقاومة يا سيّد…
لم تستطع أميركا ولا العدوّ الصهيونيّ أن يمنعوا الشعب العربيّ من النزول إلى الشارع ورفع صور السيّد نصر الله وأعلام حزب الله، لا الإعلام الموجّه ولا الأجندات الخارجيّة إستطاعت اقناع الشعب العربيّ بخطورة حزب الله عليهم، لم يستطع أحد أن يقنعني أو أنّ أسمح له أن يكمل حديثه عن خطورة حزب الله، لم يستطع أحداً أنّ يُقنعنا بذلك، لكن فعلها نصر الله. لقد أقنعتنا يا سيّد أن هذا الخطر ليس علينا فقط إنّما هو الخطر على المُقاومة، إلى أين أخذت المُقاومة يا سيّد؟
يُسهل على البعض أن يصفنا بشيعة السفارة، وأحياناً بالعملاء للعدوّ، ولكنّ هذا الكلام لا يجرح ولا يؤذي لأنّه لا يشبه الحقيقة. فعليّاً الحقيقة الوحيدة التي تؤلمني أنني أكتُب اليوم هذا الكلام عن حُلمٍ سابق عن أملٍ ومستقبل، نحنُ الجيل الذي ترعرع بين أزقّة الضاحية المنسيّة المرميّة، نركض في أزقّتها، نُلوّن حيطان البؤس المزروعة في قلوبنا، كانت سيّارة “الفولفو” وحدها التي تكسر بصوتها بؤسنا ومن من جيلنا في الضاحية لا يعلم ما هي “الفولفو”؟ إنّها سيّارة حزب الله على سقفها مكبّرات صوتيّة وأعلام حزب الله، إنّه الصوت الذي لا ننساه وإنّ تغيّر السائق وأختلفت الحُنجرة فنحنُ لم نكن نسمع سوى صوت واحد هو النّصر والتغيير القادم والأمل الآتي نعم إنّه نصر الله وحزبه حزب الله.
ذهبت “الفلوفو” وتم إستبدالها “بالإنفوي” بعد حرب تمّوز والزجاج الداكن وبطاقات أمنيّة تسمح لك بأنّ تفعل ما تفعل…
جائت حرب سورية وأنا والكثير قُلنا نعم إنّها المؤامرة على المُقاومة وبعدها إقتنعنا أنّها الحرب على الشيعة ومقام السيّدة زينب (ع)، لم يتغيّر شيء في أزقّة الضاحية وجدرانها سوى أنّ أبناء حيّنا الذي كنّا نلهو معهم ونرسم على هذه الجُدران قد كبروا وعلّقت صورهم شهداء عليهم، أكثر من ٢٠ عاماً لم ينظّموا أو يغيّروا أو يطوّروا شيء بأحيائنا سوى أننا نسينا حدودنا الجنوبيّة وأحلامنا الوطنيّة وبدأنا نفكر بكلّ شيء دون أحلامنا، ليس من السهل علينا نحنُ في كلّ ما مررنا به أنّ نكتب اليوم ونقول أننا خُدعنا. الإعتراف للنفس بفكرة مخطئة ترعرعنا عليها يحتاج لقوّة كان من الأفضل أن لا ندرك أننا خُدعنا، هذه المُقاومة التي بُنيت على آلام شعبنا ليس من السهل أن يقول عنّها السيّد أنها مُقاومة قائمة على الاموال الايرانيّة ووجودها واموالها وعديدها وعتادها مرتبط بإيران وليس بأرادتنا وعزمنا وقناعتنا ودمائنا ودماء من أستشهد.
استطعت أنت يا سيّد أن توفّر على أعداء قيامنا سنوات من العمل والملايين من الأموال.
إستطعت بدخولك إلى سورية أن تقول للشعوب العربيّة نعم كلّ ما قيل عنّا صحيح لا تكذّبوا فينا أحداً.
محمد عواد – INN