نوح زعيتر ومطرقة القانون .
الاف مذكرات التوقيف بجرم الاتجار الممنوع والمخدرات وسرقة السيارات والختطاف والتعدي على الأملاك العامة، ونهب المال العام وتسخير كافة مرافق الدولة لصالحه وتهديد أمن البلاد والعباد، وتقويض السيادة العليا لصالح سيادة الفساد طوال عشرات السنوات ..
وفي ليلة كأنها ليلة قدر تنزّل على نوح ودفعة واحدة كل وحي العدالة و المغفرة والقداسة والنزاهة ، ليعود الفارّ من العدالة قاضيا وسلطة وقانونا يوزع الحقوق والواجبات والرحمات بين الناس.
واستيقظ الناس فجأة على صوت يستعذبون لحنه الجميل،
وراحت أغنيته تتردد في كل محطة وإذاعة ، وتشكلت جوقاتٌ هنا وجوقاتٌ هناك وبدأت تردد مقاطع : “مكافحة الفساد ”
واعتلى نوح منصة القضاء ، وتصدر قاعة المحكمة ، وتعالى صوت مطرقته ، وعلا صياحه بكل صلافة : ” محكمة ”
و أخذ يركب الملفات والتهم ، ويرسل الشرطة في كل اتجاه لجلب كل من أشار إلى فساده يوما باصبع اتهام .
وتشكل مشهد كومدي بدأ فيه نوح يقتص من قاض ادانه بكل جرائمه السوداء .
فحكم نوح أمس في قضية ال LBC وبدأ يرافع بحق دولة الرئيس السنيورة .
واهمل نوح ملف اختطاف الطفل صقر، وملف تفجير البلاد كرمى لعين العقيد شقير والعديد من الملفات التي وان تناساها الناس لن ينسوها. مستنسبا ملفات معينة لإعادة خلط الأوراق واللعب وإدارة البدائل بهدف الانقضاض على الدولة..
وقد يصل في مطالبه حد فتح كل الملفات دفعة واحدة من أجل صفقة كبرى أو مؤتمر تأسيسي جديد عبر احتفالية قضائية غير مسبوقة.
وهيهات ان نستبدل رائحة الدم البخور بروائح الورق والملفات السرية المشبوهة.
وهيهات أن نغسل بالدمع أختام الفساد والتزوير ..
وهيهات ان نلبس ثوب الاستسلام وفي أصلابنا ألف انتصار وهزيمة .
وما ترحيل الملفات الحقيقية والاساسية إلى الأمام إلا مماطلة بهدف كسب الوقت.
والخرافة مهما تقاطرت عليها سنوات التلفيق وضخمتها لن تصبح حقيقة.
عمر سعيد