الرئيس الحريري وبلاء المستشارين
لم يكن مقنعاً لا بالشكل ولا بالمضمون مستشار الرئيس سعد الحريري الدكتور غطاس خوري في اطلالته مع مرسيل غانم ببرنامج “صار لوقت” لقد كان يتكلم ويجيب عل الأسئلة ومداخلات الجمهور بفائض كبير من اللامبالاة واستخفاف ما يقولونه من زاوية أننا نفهم أكثر من جمهورنا مصلحته أي على قاعدة “ما تفكر نحن منفكر عنك”.
لقد كان فجاً قاسياً مستفزاً المستشار الخوري عندما ردّ على وجع إحدى المشاركات المواطنات الصارخة من الجوع والبطالة والمرض قائلاً: “مامبين عليك الفقر…” وكأنه يقول مزقوا ثيابكم تسولوا على الطرقات كي نصدق أنكم فقراء.
طبيب الشرايين وجراحها المستشار الخوري فشل في الدخول الى شرايين قلوب المتابعين للبرنامج لا بل تمكن من استيلاد الكراهية والنقد له ولمن يمثل؟!…
الصورة التي قدمها مستشار الرئيس الحريري الدكتور غطاس خوري تمثل ذروة الأزمة التي يعاني منها سيد بيت الوسط منذ سنوات وهي أزمة المستشارين.
المحيطون بالرئيس من مستشارين وحلقة ضيقة أثبتوا وعبر كثير من المحطات من 7 أيار 2008 وما سبقه وما لحقه مروراً بالحكومة الأولى للرئيس الحريري، فالتسوية الرئاسية، فقانون الانتخابات، ووو… انهم ليسوا بمستوى الأحداث ولتبسيط الفكرة كانوا كما يقول عنوان المسرحية الهزلية “شاهد ما شفش حاجة”.
لقد افتقد الرئيس الحريري في هذه السنوات العجاف للمستشار القادر على اعانته بكلمة، أو بفكرة، أو بإشارة من عينيه تساعده على اتخاذ القرار الصائب في اللحظة الصائبة. فالعقلاء يعرفون الحكمة أنها فعل الشيء الذي ينبغي في المكان الذي ينبغي، وعلى الشكل الذي ينبغي، وفي التوقيت الذي ينبغي. فيما المستشارون حول الرئيس الحريري ووفقاً للتطورات والنتائج لم يفعلوا أي شيء ينبغي.
الرئيس الحريري مطالب بتجديد هذه البطانة فالمستشار ليس عليه أن يصفق لفتاة وقفت تدافع عن الرئيس الحريري في البرنامج. بل عليه ان ينصت لمنتقد لعله يجد وصفة يعالج هذا الانتقاد فيحوله الى تأييد. وتجديد هذه البطانة يكون عبر التفتيش عن رجال أكفاء يؤمنون بالمسار والمصير قادرون على صناعة المبادرات في اللحظات الحرجة يعرفون هواجس البيئة الحاضنة وليس هواجس منتزهات هذه البيئة خلال فصل الصيف.
قد يقول قائل إن الرئيس الحريري يريدهم كما هو على الصورة التي خرج بها الدكتور غطاس خوري وهنا لا يسعنا إلا القول نحن قوم إذا اصابتهم مصيبة قالوا: “إنا لله وإنا اليه راجعون”.
المصدر : أيوب برس