ارث من العبودية و الحروب
بقلم جبران رحال
ماذا ينفع ان ندعو انساننا الى تحرير الارض و نحن شعوب لم نزل عبيدا منذ قرون !!..
لقد ورثنا عن اجدادنا عبودية تشبه الديون الكارثية ترسم لنا مسيرتنا الماضية نحو المستقبل المؤدي الى العذاب و الفشل،و نحن نراكم في عذاباتنا لنورثها لأبنائنا مخلفات ثقيلة مفعمة بما لا تقبله الحياة .
هي قيود تكبلنا اينما ذهبنا، و في اية ارض حللنا، او استوطنا، او حكمنا، فنحن لا نُحرِّر بل نَستعبد و في نفس الوقت نُستعبد…الارض لا تُحرَّر و نحن عليها.. الارض دائما مستعبدة لطالما يسكنها العبد ليستهلكها فهو اما يفسدها واما يصلحها او ينميها اما يشقى فيها كل سني عمره في ازمنة يفترض ان تسمى حياة لكنها كلها طرق مؤدية الى الموت و العبودية. الانسان الحر هو من يحرر و هو من يبث الحرية و الحياة الحرة في الارض و حريته هي التي تصبغ الارض التي يسكنها بلون الحرية.. كيف تكون الارض حرة و من يسكنها هم عبيد يعملون فيها لاجل اسياد فاسدين ينهلون من برها و بحرها من تعب عبيد اشقياء..
لقد ورثنا عن أجدادنا عادات و تقاليدا تأسرنا و هي في الحقيقة عثرات تعيق تحركنا و تقودنا دائما في اتجاه القعر نحو اودية سحيقة من العبودية نتصارع فيما بيننا فقراء عبيدا نبني فيما بيننا جيلا بعد جيل حواجزا و اسوارا شاهقة تفصلنا عن بعضنا بعضا لنحيا في سجون صنعتها عقولنا الجامدة و لا نتعارف ..فالآخر هو دائما ليس منا و نحن لسنا منه فالاسوار التي تفصل بين جهلنا و جهله تمنعنا ان نتقابل ، و تقاليدنا تمنعنا ان نتحاور فلا نحن احرار و لا هو حر …و هو ان قدم الينا فيأتينا كغازٍ كي يحرر ارضه منا التي هي اليوم ارضنا و ان اغتصبها منا سنعود نحن او ابنائنا او احفادنا في يوم من الايام لنغزو و نغصب تلك الارض …. فهكذا نمضي حيواتنا اسرى لانجازات اجدادنا الضارّة فبدل ان نحيا في الارض احرارا نموت جيلا بعد جيل احياءً لا نرزق في بقعة لا تنتج سوى العبودية و الحروب…