نحن والحرب/ بقلم عمر سعيد
ما عاد لنا سطح ننام فوقه صيفًا.
لا بل ما عاد لنا صيفٌ يطلّ على أسطح بيوتنا الّتي امتلأت بالمنصّات.
إلى الآن لا أدري لم استبدلنا شادر الكشك بصحن الدّش.
وصِواني البندورة المشرّحة والتّين المجفّف وقمر الدّين بعامود لاقط الهاتف والإنترنت.
كانت ليالي صيفنا ملأى بالنّجوم، الّتي كنّا نتجنّب عدّها خشية أن ينبتَ في ظاهر أكفنا الثّالول، وفوق خدودنا النّمش.
وها هي اليوم ملأى بقنابل مضيئة، وبمناشير تحذّرنا من البقاء في بيوتنا.
ولمَ علينا أن نخاف من البقاء في بيوتنا؟!
ألم نبنها لئلّا نخاف ليلًا؟!
قديمًا كانت أخبار الحرب المخيفة، تستغرق وقتًا طويلًا، لتصلَ إلينا.
فتمنحنا ما يكفي من الوقت للخوف، والهروب.
أما اليوم فالكلّ يسابق التّلفاز في نقل الخبر.
قد يظن البعض أنّها ما عادت تخيفنا، غير أنّ الحقيقة؛ أنّنا ما عاد لدينا ما يكفي من الوقت لنستعدّ للموت.
كنّا في الشّتاء نحرق الأخبار لنحصل على الدّفء، وأحيانًا كثيرة كنّا نطمِسَها بما أسلنا من زيت الزيتون والصّعتر أثناء تناول الطّعام.
رحلت تلك الأشياء بكلّ ما فيها من ليل ونجوم وأخبار وزيت وصعتر وخوف.
وحدها الحرب ظلّت، ولم ترحل.
رغم أن كثيرين منّا قد رحلوا.
عمر سعيد