إلى ستريدا جعجع بينيلوبي الفينيقيين (بقلم عمر سعيد)
ولانكِ من سُلالةِ بينيلوبي ..
ولأنَّ الوفاءَ سليلُ الجيناتِ النقية..
ولأنَّ الوفاء يليقُ بأديسيوس ..
ولأنكِ انتظرتِ لبنانَ في سمير جعجع ..
ولأن الحرة تجوع ولا تأكل ثديها..
تزاحَمَ الثعالبُ في بابِ كرمِكِ ..
ولأنَّ عنبَكِ علا بعيدًا عن مدى أنظارهم، سَبُّوا حصرمك الذي سيظل يفقأُ عيونهم.
فهذا دأبُ التّوافِه، وما طولُ اللسانِ إلّا مِن عَجْزٍ تَقيَّحَ كراهيةً.
فكم شتاءً انتظرتِ وطنا، وكم من شالٍ حُكتِهِ بصناراتِ الحكمة والأنفة، وإباء التروّي الحليم.
وكم علا نباحٌ في بابَك المُوصَد على وطنٍ ما شابَهُ زيغ أو شكٌ ؟ وما توقفتْ أصابعُكِ عن نسجِ عباءةِ الوطنِ بنولِ الصبرِ الذي لا يلين.
حتّى أتَيتِها قيامةً موعودةً، وقدْ فاضَ القبرُ أملاً..
ولم لا يا سيدتي والحياةُ اختيارٌ يليقُ بصاحبِه.
فنعمَ المُختارُ ونعمَ الإختيارُ .
وما طِينُ أجسادِ البشرِ إلا من خميرِ تربتهم ..
فهيهات ان ينبتَ أرزٌ في تربة لا تحتمل عظمة الشموخ الراسخ في عمق الجبال ..
وما انبتتِ الصحراءُ إلا نبيًا واحدًا وألفَ مُسَيْلمةٍ كذاب ..
وليْسَتْ كلُّ الأساطيرِ – يا بينيلوبي بشري – من صنعٍ خيال عاجزٍ ..
فبعضُ الاساطيرِ حقيقةٌ جرتْ من شرايين الأبطال ، وما تلوّنَتْ شقائِقُها لولا ارجُوانهم الذي يستحيلُ أن يبوخَ..
ومن يتربَّى بين أعشاشِ الصّقورِ، ليسَ كمَنْ يزحفُ بين جحورِ الأفاعي .
وكمْ من حاقدٍ ماتَ بسُمِ أنيابه العاجزة..
وكم من بشر طوبه الصبر والوفاء قديسا ..
فطوبى لوفائك وثباتك ..
فما كلُّّ أنثى امرأة .. وما كل رجلٍ يستحقُّ الوقوفَ خلفه، وليسَ كلُّ من دخلَ السجنَ حكيم ..
وكلُّ صراخٍ باطلٍ لا بدَّ يومًا مبحوحٌ فمكتوم .
عمر سعيد