أنا لن أنتحر بقلم عمر سعيد
أنا لن أنتحر، ولست متعجّلًا على بلوغ السّماء.
سأجوع، لا بل لقد بدأت أجوع.
غير أنّي لست مجرّد جسدٍ للمتع، والتّرف.
سأظلّ لأسباب عظيمة، ولا شيء يضاهيها:
سأظلّ لأجل اتصال أجريه مع ابني داني كلّ يوم.
سأظلّ لأنّي أعرف أنّ ابني غدي وإن ظلّ عابسًا، يحبّني، ويشعر بالسّلام لوجودي فوق التّراب.
سأظلّ لأجل أميرة زوجتي الّتي مهما تأزّمت علاقتنا، تعرف أنّي سأكون إلى جانبها ليلًا، فتحلم بغد أقلّ خوفًا.
سأظلّ لأكتب لربيعة، لأمّي، لأبي، لإلياس.
سأظلّ لأبعث برسائل لأخي مايك في كندا، أزعجه بها.
سأظلّ لأرسل كلّ يوم “صباح الخير” لمن أحبّهم، ولا يجيبون.
سأظلّ لأمرَّ باختي كوكب كلّ غروب، أناديها من خلف الباب: بشّو.. ولا أكاد أجلس حتّى أغادر.
سأظلّ لأطرق باب أخي عطا، وأقبّل لولو، وعمّورة، وأقول لريم كيفك عمو؟
سأظلّ لأمرَّ أختي بذيبة وأختي جيهان من وقت لآخر.
سأظل لأستلم من أختي عاتكة وأبنائها رسائل الحبّ.
سأظل لأطمئنّ على أنيس، وعاكوب، وإنطوان، وطليع، وأمينة، وحكمت، وسميّا، وسناء، وشربل، ونعيم، وهشام، وأحمد. وحمدو، وعارف، وبدور. وغيرهم.
سأظلّ لألوّح بيدي لجاري يوسف وابنه عبدو صاحبي الدّكان المقابل لبيتنا.
سأظلّ لأشعل سيجارة من جاري وسام، في مكتبه وأغادر.
سأظلّ لأكتب عن الحبّ، عن الأمل عن الخير، عن الّذين وعدتهم وأخلفت.
سأظلّ هنا لأجل حزبي القوات اللبنانية، لأجل وطني الفاشل.
سأظلّ لأنّ الأرض أحقّ بي من السّماء.
وغدًا عندما يخذلني جسدي سأخلعه، وأغادر، وقد أشعلت فراغي بكثير من الجمال.. لعلّ الذين يرونه، يحجّون إليه.
فأنا لست نبيًّا مؤيّدًا بجبريل.
غير أنّي نبيٌّ كلّف نفسه بالحبّ.. بالأمل.. بالصّبر والفعل لأجل أخيه الإنسان.
#عمر_سعيد