نحن لا نحمي ولا نبني …
يا ليتنا حققنا جزءا يسيرا من شعاراتنا، لكنا الآن في مصاف أفضل الدول واكثرهن رقيا وتقدما، لكن مشكلتنا بتصديق وعود الزعماء والسياسيين، مزمنة، وتاريخها يعود الى ما قبل التاريخ، ولم نتعظ بعد.
بالعودة الى وعود أبطال المواقع الوهميين، أي ما قبل الإنتخابات النيابية الأخيرة، تحديدا منذ أشهر قليلة، وقارناها بإنجازاتهم التي تحققت، نجد أنفسنا أمام حالتين: إما أننا كشعب عاطفي-غرائزي، أغبياء بالمطلق، أو أن الذين أوصلناهم الى الحكم، أذكياء بالمطلق، وفي كلتا الحالتين، لم يتبق لنا وطن، حتى نبكي رحيله، أو الأصح، سرقته!
ومن ضمن الشعارات الرنانة، دائما ما اتوقف أمام ما أطلقه حزب الله، “نحمي ونبني”، وأتساءل: “تحمون من وتبنون ماذا”؟
في الشكل، هو شعار رائع لحشد المناصرين، الذين ليسوا في حاجة لتحفيز، في بيئة يغلب عليها الإنتماء الأعمى للحزب وسياساته وارتباطاته الخارجية، أما في المضمون، فالحماية التي يعدوننا بها، قائمة على أسس كمية الصواريخ التي يمتلكها، وهي حماية هشة بالمطلق، وتنطوي على المخاطر المتعاقبة، أهمها، أن هذا السلاح ليس موجها ضد العدو الصهيوني فقط، بل أيضا قد تم إستعماله في الداخل، وبه بفرضون الشروط عبر القنوات السياسية الشكلية.
فاسد واحد في متمكن، من اولئك الذين يغطيهم حزب الله، اسوأ بكثير من قذائف العدو الحربية، وآثاره المدمرة، أعمق من فجوة أو شظايا. وإذا كان مفهوم الحماية مرتبط فقط بالصواريخ، يعني أننا بلا سقف ولا من يحزنون. أما مسألة البناء، فلها الكثير من التشعبات، البائن منها، هو بناء دويلة بكامل مؤسساتها ضمن الدولة الأم، والتي في أحيان، لا يعترفون بها، وإذا حصل، يكون إعترافهم مرفقا بشروط خاصة تخدم تطلعاتهم وأحلامهم بدولتهم الدينية.
الى متى سيظل هذا الإنقسام قائما؟ بين المواطنة الحقة والولاء للطائفة او للحزب؟ لا أحد يملك الإجابة، ولكننا حتما، نعيش واقعا أسود، لن يفضي لأية نتائج، سوى المزيد من الدمار والتآكل والجهل الخصب.
نحن بذلك نحمي توالد الغباء، تحت مسميات شتى، ونبني للجهل صروحا، بحاجة لزمن طويل حتى نعيد تدميرها على أمل بناء وطن حقيقي…
جوزف مخلوف – المرصد اونلاين