من حرة البترون إلى حرة عمورية. (بقلم عمر سعيد)
قيل لنا يا أخية:
“أن خد الأنوثة إن صفع، تهتزت لأجله عروش رجال في أرجاء الأرض، وأن رمز تلك الرجولة كان المعتصم.
وكم كنت أظن أن قصتك محض نص أدبي، وكم اعتقدت أن الرومي الذي صفعك كان من أولئك الغزاة الذين أتوا من خلف البحار.
غير أني اليوم أيقنت، أن الفرس فينا، لم يأتوا من خلف الجبال، كذلك زمن الروم.
حسبي أني قاسمتك اليوم زمن الصفع، وحسبك أنك كنت في عمورية.
لا تظني أن حالي اليوم أهون كثيرًا من حالك.
فأنا اليوم وقفت أدفع بكل الكرامة أقصى الذل الذي ما نال مني، وما من معتصم يجيب.
فتبت كف أبت إلا أن تسلبني عفة الحرائر.
لكني يا اخيتي لا أعرف إن صُفعت لأجل حليب رضيعك، أم لأجل دواء مريضك، أم لأجل أمن بيتك المهدد!
غير أني اعرف أني أشاطرك الهوان، وأني إلى جانبك في صد الغزاة.
وها أنا، وقد مسني من الضر ما مسك، أتساءل: أفسيأتي من أتاك، ويسألني:
“هل أتاك جواب المعتصم؟! ”
فأقول: نعم.
وحسبي الفخر انه انتصرت لي؟!
لا بأس يا أخية، فخد الحرة لا تنال منه كف الجبناء وإن لامسته!
لا بل إن كل الجمال في آثار صفعة الأنذال فوق خد الأنوثة الحرة.
وهذا ما رآه كل الذين رأوني، أقف في وجه ذاك مسخ القصير، وهو يصب عليّ كل نذالته.
لم أصرخ: “وامعتصماه”.. نعم لم أصرخ.
فلا معتصم في وطني، وذاك الذي قد زوج ابنته ممن يتباهى بصفع الحرائر، لا نخوة فيه تتحرك للدفع عن أعراضنا.
وفي وطني لا تستجير الحرة بغير من أجار المصلوب فوق صليبه.
وحسبي أني الضعيفة، قد صرخت في وجه المفاخر بفساده: ما أنذلك!
عمر سعيد