الشجرة التي لا تيبس. (بقلم عمر سعيد)
#الشجرة_التي_لا_تيبس.
في حديث عبر واتس أب نادي الكتاب اللبناني، اعتذرت مشلين عن الانقطاع عن النقاش لانشغالها ببناء شجرة الميلاد.
استفاقت روحي على ظلال تلك الشجرة، الشجرة التي لا تيبس.
كل الأشجار لا يتجاوز ظلها الأمتار، إلا تلك الشجرة، فقد تجاوز ظلها حتى اليوم الألفي عام، بمليارات الأمتار على كافة جغرافيا هذا الكوكب الذي بدأ بالشحوب.
ليست شجرة مثمرة بذلك الثمر الحاوي لنواة نرميها، بعد التهامها، ولا تنتج الثمار الموسمية.
هي شجرة الأضواء الروحية.
شجرة تثمر بالأجراس والنجوم، وغيرها مما لا أعرف، فكوني من بيئة مسلم لم أفتح عيوني علي منظرها في غير الصور، والشاشات والسوح التي أتجنب الاقتراب منها، إن مررت بها، لئلا أرتكب التجاوزات بحق قدسية حلولها..
فالنجوم أضواء، والأجراس؟! من قال أنها مجرد أصوات؟!
ومن قال أن الصوت لا يضيء؟!
والصوت نواة الأنوار.
لكني أقر أنها ظللتني بثمارها الروحية، على الرغم من أني بدأت ببنائها منذ أكثر من أربعين عاماً، وأنا اليوم في النصف الأخير من عقدي الخامس.
ولأني لم أغادر رحم أمي إلا في الخامسة عشرة من عمري، وقد تلقفتني أرحام الغربة إلى صحارى، لا شجر فيها..
كان لا بد لي من شجرة أُظل فيها روحي.
في موسمها المطهر، تتخذ روحي جسدي منصة للانعتاق، الانعتاق من تيه الترحال فراراً من حزن وجفاف انهكاني.
أنا وعلى الرغم من جهلي بها، أدرك وعميقاً معنى أن يتدلى الحب والضوء على أغصانها التي لا ترتفع، وقد أسبل صاحبها العتيق المتجدد ذراعيه استسلاماً للحب.
فكل الأذرع التي علت استقواء بالسيف تكسرت، وبقيت أذرعه المسبلة، تمتد بالحب.
لعله محرم علي في ديانتي أن أبارك العيد لأصحاب الشجرة، لكنه العيد يأتي بفرحه الذي لا يستثني.
لذا اسبل ذراعي، اعترافاً، وأرفع قلبي شاهقاً، مؤذناً في الناس لا إله إلا الحب.
وليدم ظل هذه الشجرة فوق رؤوس الخائفين أمثالي.
كل ميلاد وأنتم بخير.
#عمر_سعيد