ما الذي يخيفكم من حزب الله يا قادة الأحزاب؟
لقد أسقط ميشال عون رئيس الجمهورية وصهره الوزير السابق والنائب الحالي جبران باسيل كل التسويات مع الأحزاب والتيارات التي أوصلتهم إلى قصر بعبدا ، فتسوية عون مع سعد الحريري سقطت ، وتسويته مع سمير جعجع والقوات اللبنانية سقطت كذلك ، وتسويته مع وليد جنبلاط أيضاً في مهب الريح ، وحتى التسوية مع نبيه بري وحركة أمل يشوبها الغموض ، إلا التسوية مع ميلشيا حزب الله لاتزال صامدة
وهذا يختصر خوف قادة الأحزاب في لبنان من حزب الله ، فهم يتآمرون معه على مستقبل لبنان ، ويتفقون معه بنود معادلة واضحة ، سلاح الحزب غير الشرعي يغطي فسادهم ، وهيمنة الميلشيات على مؤسسات الدولة تبقيهم في مفاصل الحكم كي يسرقوا جيوب الناس ، بل أكثر من ذلك ، يفجرون عاصمتهم كما حصل في كارثة المرفأ
وحين أتابع مقابلات ومداخلات المحسوبين على تلك التيارات في وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية ، أجدهم يحجمون بحذر عن تسمية حزب الله ، ويمتنعون عن إتهام حزب إرهابي وميليشيات مسلحة متمردة ، وموالية للحرس الثوري الإرهابي في طهران
ومرد ذلك الإحجام وشكله وباطنه ، رأيته في حوار وليد جنبلاط مع وسيلة إعلامية معروفة ، بل كاد يغلق خط هاتفه في وجه القناة ، وينهي الحوار حين إرتبط الأمر بإنتقاد حزب الله ، وكذلك التابعون لتيارات أخرى ، فهم يخفون الحقائق ، ويهربون من توضيح الرؤية للمشاهد إذا ذكر إسم حزب الله
وعليه .. فإن كلام الزعيم الوطني بهاء الدين الحريري هو الأصدق والأكثر مباشرة ، حين سمى حزب الله بالإسم ، وسرد الأدلة والشواهد ، وقال بالحرف : يجب أن ترحل كل هذه السلطة والمنظومة المتهالكة والمتحالفة مع قوى الخراب والدمار في لبنان لصالح أطراف أجنبية
والمساعدة الوحيدة التي تنقذ لبنان وتنقله من من واقع الموت إلى حاضر الحياة ومستقبل الأمل ، رهن بإقتلاع أولئك الراكبين في سفينة حزب الله ، لأنهم يقودون لبنان نحو مزيد من الدم ، ومزيد من فقدان الدولة ، ومزيد من البؤس الذي يحيط بالناس صغاراً أو كباراً
والثوار في لبنان مدعوون إلى التنبه بعدم الوقوع في هذا الفخ الذي تنصبه لهم الأحزاب حين تدعو إلى إنتخابات مبكرة بنفس القانون الذي فصلوه على مقاس مصالحهم ، وعلى الثوار الإصرار على مطلب رحيل السلطة وأركان الدولة العميقة الفاسدة بجميع رموزها
وضروة إجراء تحقيق دولي شفاف بالجريمة المفجعة في مرفأ بيروت بـ ٤ آب ٢٠٢٠ ، وفي كل جرائم السلطة السابقة التي أدت بالبلاد إلى الإنهيار الشامل ، فتحقيق محلي يعني تبرئة المجرمين ، أما التحقيق الدولي فإنه سيكشف كل شيء ، وتشكيل حكومة مستقلة بصلاحيات تشريعية تؤمن مرحلة إنتقالية واضحة المعالم ، وتعيد المال المنهوب من خزينة الدولة في لبنان
عبد الجليل السعيد _ راديو صوت بيروت انترناشيونال