وسقط يوسف حداد (بقلم عمر سعيد)
لا إنسان فيك، هذه حقيقتك..
فالانسان لا يسخر من جوع الأطفال، والجائع لا يثور لغير بطنه يا يوسف.
لقد أسقطتك القيم لأنك لا تملكها..
فالذي يمتلك قيماً إنسانية يأسف لجوع عدوه، وليس لجوع أهله فقط.
أسقطك كفرك بالجمال والإبداع، لأن الجمال لا تحتويه روح نخرة، وقد أفصحتَ عنها بنفسك، ولم يرغمك أحد على ذلك.
لو كنتَ ممثلاً عميقاً؛ لعرفت أن خشبة المسرح، يتقاسمها صوتان ولونان وخطان، وهذه هي ثنائية الكون الطبيعية ( الله وإبليس ).
لكن، وعلى ما يبدو أن الداعشية النفسية تسللت إليك، فرحت تكفّر الجائعين.
لعلك ممثل أميّ، لا يدرك أهمية الشخصية التي يحتاجها الممثل لتحقيق فعل الجمال في المشاهدين..
تذكّر يا مسكين أنك قتلت جمالك في المشاهدين.
وسيطرادك الجمهور ولفترة طويلة بفعلتك، ليذكروك بالذي أهان الجائعين.
أشفق عليك، لأنك خلعت عنك اضواء النحومية، وارتديت عتم الإساءات، وقد أديت مشهدك الأخير، وأسدلت خلفك ستار اللا عودة. ومثلك لا يملك شجاعة الاعتذار.
لكننا نعتذر من الجائع والجائعين عن كل مسلسل صدقنا صوتك المقنع فيه، وهذه أكبر خطايانا.
عمر سعيد.