الشعبوية والشعبية (بقلم العميد يعرب صخر)
يتميز لبنان خلال عقدين من الزمن بأنه الأرض الخصبة لممارسة الشعبوية والإدمان عليها من قبل معظم السياسيين ويقع ضحيتها اللبنانيون. بينما بالضفة الأخرى هناك قلة من السياسيين تمارس في أدائها الشعبية، وهي ما نصبو إليه. فما الفرق بينهما، ولم الحديث عنهما ؟
يمكن تعريف الشعبوية populism بانها فلسفة أيديولوجية سياسية، تستخدم الديماغوجية في الخطاب السياسي لإثارة هياج الجماهير بمخاطبة عواطفهم لتحييد عقولهم بعيدا” عن الواقعية، حيث يركن اليها بعض المسؤولين لتحقيق نسبة جماهيرية ولكسب تأييد الناس لما يعلنونه، سعيا” لمصداقية وشرعية، بصرف النظر عن نواياهم لتنفيذ ما يعلنون. يستخدمون زخرف القول وهول التعابير للتهييج والإثارة, واستدراج التصفيق وزيف الشعبوية.
لهذايوصف الشعبويون- افردا” كانوا أو تنظيما”- بمعادي الفكر وتجار الجهل، يشجعهم في ذلك قطعان غوغاء غرائزيون، تبصم بالعشرة على ما يقولون، وتقبل بسلطتهم المطلقة. ونتائج ذلك كارثية، لأنها تعبوية شمولية تحرف الناس إلى الزيف والخداع، وتشحنهم بالكراهية والاحتقار تجاه فئة أو فئات أخرى من الناس تتناقض مع مقاصد وعقائدية من يسوق الجهل والخداع، ولأن توجهات ومرامي هذا المسؤول الدعائي/ الخائن الأعظم/ شخصية وضيقة تتنافى مع الوطنية أو الأممية، وهؤلاء الغوغاء ما هم إلا وقودها، بظنهم أنهم على حق وغيرهم على باطل.
الشعبية Folksy نقيض الشعبوية: هي مخاطبة منطق الناس وعقولهم بالواقعية والصدق بعيدا” عن الشعبوية والدعائية والنرجسية والإنشائية وحب الظهور……عن طريق العلمية والقانونية في تقديم المعلومات الأرقام والبيانات. هؤلاء هم رجال الدولة الذين يتوخون الموضوعية والتجرد في إظهار الأمور بتقنية على حقيقتها، مع أنها قد لا تستهوي الجماهير وغير طربية، وقد تؤثر على المحصلة التأييدية. وهؤلاء هم الذين يركن إليهم في تأسيس أرضية صالحة لبناء المستقبل، لأن همهم المصلحة العامة وليس الشخصانية.
رواد الشعبوية: هتلر – موسوليني – قادة إيرانيون – ترامب – معظم رجال الدين.
رواد الشعبية: ميركل/ ألمانيا – مهاتير محمد/ماليزيا- تشرتشل/ UK – فؤاد شهاب، رفيق الحريري/ لبنان.
وهناك من يجمع بين الاثنتين، مثل: بوتين / روسيا – اردوغان/ تركيا، وهذا الأخير يمكن القول أنه يمارس الشعبية بشعبوية، ولا ضير هنا.
ترى في لبنان، من يقف على هذه الضفة أو تلك؟ أترك ذلك لكم.
العميد الركن المتقاعد يعرب صخر