تقرير يكشف عن إدارة عملية مقتل سليماني بمقر القيادة الأميركية في قطر
تداعيات الغارة الحاسمة التي أشعلت شرارة الأزمة بين واشنطن وطهران، تمخضت عن تقرير يكشف بأن عملية مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، أُديرت في مقر القيادة الأميركية المركزية في الدوحة، حيث لم تكن هناك شكوك حول الأشخاص الذين تقلّهم المركبات في مطار بغداد الدولي.
ووفقا لتقرير شبكة “ان بي سي” الأميركية، فإن وكالة الاستخبارات الأميركية كانت على علم بوقت هبوط الطائرة التي أقلت الجنرال قاسم سليماني في بغداد، حسب إفادات مخبرين في مطار دمشق، وبتأكيد المخابرات الإسرائيلية.
تتبع
واُستقبل سليماني من قبل أبو مهدي المهندس، نائب رئيس الحشد الشعبي المناهض للولايات المتحدة والمشتبه به في تفجير السفارتين الأميركية والفرنسية في الكويت عام 1983، إذ أظهرت الصور المسؤولين البارزين يدخلان سيارة “سيدان”، بدأت بالتحرك، ولحقتها حافلة صغيرة تحمل بقية الحاشية.
وتتبعت طائرت الدرون المركبات التي همّت بالخروج من المطار، بعدما عكف خبراء على التأكد من هوية راكبيها، فيما شاهد المسؤولون العسكريون بثّا مباشرا من الضربات في مواقع مختلفة في جميع أنحاء العالم لمشاهدة العملية الناجحة التي قتلت أحد أبرز القادة العسكريين بالشرق الأوسط، وأظهرت البراعة الأميركية في اصطياد أعدائها، ردا على الهجوم على قواتها ضمن التحالف الدولي لمكافحة داعش.
وكانت الطائرات الثلاث من دون طيار المزودة بأربعة صواريخ “هيلفاير”، حلّقت إلى مواقعها دون خشية من اختراق المجال الجوي العراقي الذي يقع تحت سيطرة الجيش الأميركي بالكامل، وتمت العملية بمتابعة مديرة وكالة المخابرات المركزية جينا هاسبيل التي راقبتها من مقر الوكالة في لانغلي، فرجينيا، ووزير الدفاع مارك اسبر، بينما تواجد الرئيس دونالد ترمب في فلوريدا.
الموقف القطري
من جانبه، أكد أمير قطر تميم بن حمد خلال زيارته يوم الأحد لإيران، على أهمية خفض التصعيد، والحوار لأنه الحل الوحيد للأزمات، ورغم المعلومات التي تفيد بإدارة العملية الأخيرة في مقر القيادة الأميركية المركزية في قطر، إلا أن العلاقات بين البلدين بلغت أوجّها أخيرا بدعوة الرئيس حسن روحاني لزيارة الدوحة.
وأعلن روحاني على هامش الزيارة الأولى للأمير القطري لطهران، منذ توليه مقاليد الحكم عام 2013، اتفاقا مشتركا لتعزيز الزيارات السياسية والاقتصادية، وقرارات مهمة لتوسيع العلاقات، في وقت تتزايد فيه لهجة الخطاب الأميركي تجاه إيران، وسط احتجاجات شعبية واسعة، وتهديدات نظامها المزعزعة لاستقرار دول المنطقة.
عدم رضا
وعبّر موقف الحكومة العراقية عن عدم رضا عن قتل الولايات المتحدة مسؤول دولة مجاورة على أراضيها دون استشارة؛ وقال اثنان من مسؤولي الأمن لرويترز إنهم يحققون في دور المخبرين الأميركيين المشتبه بهم في مطار بغداد.
فيما جاءت الضربة الأخيرة بعد متابعة دقيقة لتحركات سليماني في المنطقة، على خلفية مخططات لاستهداف أميركيين، وهو ما وصفه وزير الخارجية مايك بومبيو
بـ “التهديد الوشيك”، وفقا لمعلومات تشير إلى تهديدات تشمل هجمات على سفارات واشنطن بالخارج.
اندبندنت العربية