الهلال الشيعي في مرحلة المحاق
أولاً: الهلال الشيعي…
ما زال أهل السياسة والحكم يذكرون اللّقب الذي أطلقه الملك الأردني عبدالله بن الحسين الثاني على المنطقة الجيوسياسية الممتدة من إيران مروراً بالعراق وسوريا حتى لبنان على ضفاف البحر الأبيض المتوسط: الهلال الشيعي، وذلك إيذاناً بإعلان الهيمنة الإيرانية على هذا الهلال الموصوم بالشيعي، باعتباره خاضعاً للقيادة الإيرانية التي تدين بولاية أهل البيت الشيعي وعترة النبيّ المصطفى.
ثانياً: دخول الهلال الشيعي مرحلة المحاق…
مع بداية الانتفاضات الشعبية العراقية ضد الفقر والفساد ونهب المال العام، كان للهيمنة الإيرانية على العراق جانبٌ مهم من الاحتجاجات والتنديد بالوجود الإيراني في البلد، وحُمّلت إيران مساوئ وفساد رجُلها الأول في العراق رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وتخاذله وتواطؤه في تسليم الموصل لداعش مع الأموال والعتاد والممتلكات. أمّا في سوريا، فيواجه الوجود الإيراني منافسة ضارية من الجانب الروسي، فضلاً عن الضغوط العسكرية الإسرائيلية التي لا تتوانى عن توجيه الضربات الجوية للمواقع الإيرانية وحلفائها. أمّا في لبنان، ورغم إعلان أكثر من مسؤول إيراني اغتباطه بفوز حزب الله البارز في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة، فما زال مخاض ولادة الحكومة العتيدة مُتعسّراً لما يقرب من ثلاثة أشهر. أمّا ثالثةُ الأثافي فكانت العقوبات الأميركية الاقتصادية على إيران، وانهيار العملة المحلية، وذلك قبل بدء سريان الحظر النفطي في مطلع تشرين الثاني المقبل، ممّا سيُفاقم الأوضاع الاقتصادية سوءاً على سوء. وجاءت الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية لتُبرز أزمات النظام الخانقة الذي ما انفكّ يُبدّد ثروات الشعب على التّسلُح والكردسة في المنطقة العربية دون طائل، وهذا ما يُؤشّر على دخول الهلال الشيعي مرحلة المحاق، قال ابن سيده: المحاق (بكسر الميم وضمّها) آخر الشهر إذا أمّحق الهلال فلم يُر. وامتحاقُ القمر: احتراقه وهو أن يطلع قبل طلوع الشمس فلا يُرى. والمحق لُغةً: النقصان وذهاب البركة. وكلّ شيءٍ أبطلته حتى لا يبقى منه شيء، فقد محقته، قال الله تعالى: يمحق الله الرّبا ويُربي الصدقات، أي يستأصل الله الربا فيُذهب ريعه وبركته.
على أمل ولادة هلال إيراني جديد يكون بعيداً عن الهيمنة على المنطقة العربية ويكون بداية أمل جديد في التعاون السلمي والانمائي والثقافي والحضاري بين الفُرس والعرب لما فيه رفعة وعزّة الشعبين.