الحريري يهاجم “رئيس الظل” باسيل
اندبندنت عربية
وجّه رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري في خطاب الذكرى الـ15 لاغتيال والده رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، سهامه باتجاه بعبدا (مقرّ رئاسة الجمهورية)، وشنّ هجوماً شرساً على رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، معلناً صراحةً انتهاء التسوية الرئاسية التي أوصلت إلى انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية والتوافق على الحريري رئيساً للحكومة.
وكان الحريري دخل باحة بيت الوسط (منزله في بيروت) برفقة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وألقى كلمةً أمام حشد سياسي وشعبي، أكّد فيها تمسكّه باتفاق الطائف ومبدأ رفض توطين اللاجئين الفلسطينيين المكرّس في الدستور اللبناني، متهماً البعض بشن “حرب إلغاء” ضدّه وضدّ “تيار المستقبل”.
حضور سياسي ودبلوماسي
وفي الاحتفال الذي حضرته شخصيات سياسية ودبلوماسية، أبرزها سفيرة الولايات المتحدة إليزابيت ريتشارد والسفير السعودي وليد البخاري ورئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط (نجل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط)، فيما ترأس وفد حزب القوات اللبنانية، الوزيرة السابقة مي شدياق، بعدما اعتذرت النائب ستريدا جعجع في اللحظات الأخيرة عن عدم الحضور لأسباب صحية، بدا الحريري وكأنه عائد إلى مربّع فريق “14 آذار”.
وهاجم الذين يحمّلون والده مسؤولية الدين العام الذي يتكبّده لبنان، قائلاً إن “رأس رفيق الحريري مطلوب مرةً ثانية وهناك منظومة سياسية بدأت تتكلم عن حقبة غير حريرية، إضافةً إلى تحميله مسؤولية صفقة القرن وفزاعة التوطين”، التي دعا إلى التوقّف عن التهويل بها واصفاً إياها بالـ”كذبة”، ومؤكّداً أن “التوطين غير وارد عندنا ونقطة على السطر”.
ورأى الحريري أن أخطر ما يحصل هو الكلام عن “انتهاء اتفاق الطائف، ولكي يحصل ذلك لا بدّ من انتهاء الحريرية”، مؤكّداً أن “هذا لن يحصل”.
وفي ما يتعلّق بالتسوية الرئاسية، قال الحريري إنه كان رأى فيها وسيلة لـ”حماية لبنان وسبيلاً ممكناً لوقف الدوران بالفراغ الرئاسي”، مضيفاً “عاشت التسوية ثلاث سنوات واليوم صارت من الماضي وبذمة التاريخ”.
ومن دون تسميته مباشرةً، شنّ الحريري هجوماً على باسيل قائلاً إنه “لا يلتزم بكلامه”، ومتّهماً إياه بتأخير تشكيل الحكومة السابقة في محاولة لـ”إلغاء” القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، وبتعطيل إقرار الموازنة. وأضاف “حاولت تأمين استقرار للعلاقة بين رئاستَي الجمهورية والحكومة لأن الاستقرار يستحق الصبر. والخلاف بين الرئاسات نتيجته التعطيل… لكنني تعاملت مع رئيسين، كان مطلوباً مني أن أؤمّن العلاقة مع رئيس الظلّ لأؤمّن العلاقة مع الرئيس الأصلي”، وذلك في إشارة إلى باسيل وعون.
وتابع الحريري قائلاً إن الاحتجاجات التي انطلقت منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، والتي دفعته إلى تقديم استقالة حكومته، تشكّل “يوماً مفصلياً وجرس إنذار”، مضيفاً أن “كل العالم رأى ما يريده اللبنانيون لكن “شخصاً واحداً لا يريد أن يرى ولا يريد لمَن في قصر بعبدا أن يرى”. أمّا بالنسبة إلى المطالبة بانتخابات نيابية مبكرة، فأشار الحريري إلى أنه كان أوّل مَن دعا إليها عند استقالته، داعياً إلى “التفكير بهدوء ومن دون مزايدات”.
الأزمة الاقتصادية
أما في ما يتعلّق بأزمة لبنان الاقتصادية وعلاقاته الخارجية، فرأى الحريري أن “لا الموازنة ولا الورقة الإصلاحية ولا البيان الوزاري ومؤتمر سيدر” تكفي في ظلّ “غياب ثقة الدول العربية، وتحديداً مصر والسعودية والإمارات والكويت وباقي دول الخليج”. وأضاف “أموال إيران – النقدية – تحلّ أزمة حزب لكن لا تحلّ أزمة بلد”، في إشارة إلى النقود التي تُهرّب من إيران لتمويل حزب الله.
وفي ختام كلامه، توجّه الحريري إلى جمهور تيار المستقبل وأهل السُنة في لبنان عموماً “الذين يشعرون بالإقصاء”، مؤكداً أنه خرج من السلطة بإرادته وأنه مستمر بأداء مهامه على رأس التيار، ومشيراً إلى النية لتجديد كوادر التيار عبر الانتخاب المباشر من قواعده.