الراي: زيارة هيل لم تحمل أي تبديل في المقاربة الأميركية لما يجري في لبنان والمنطقة
رأت أوساط واسعة الإطلاع في بيروت لصحيفة “الراي” الكويتية أن الولايات المتحدة التي تحصد الآن ما زرعتْه حربها الناعمة على طهران وبغداد وبيروت، تبدو كمَن يتفرّج على العواصف في الشرق الأوسط بعدما دخلت سياستَها في المنطقة ما يشبه “الوقت المستقطع” في إنتظار ما سيتؤول اليه الإنتخابات الرئاسية في واشنطن، التي ينصرف دونالد ترامب إلى خوضها بقضه وقضيضه، وتالياً فإن الإدارة الأميركية خفّضت محركاتها إلى الحدود الدنيا.
واللافت، بحسب الأوساط الواسعة الإطلاع لـ”الراي”، أن زيارة هيل لم تحمل أي تبديل في المقاربة الأميركية لما يجري في لبنان والمنطقة، لأن إدارة ترامب، التي تدير عن بُعد حربَها بالعقوبات التي شملتْ “حزب الله” وقد لا تستثني حلفاءه في المرحلة المقبلة، تدير ظهرَها لأي مواجهات وجهاً لوجه بعدما قررتْ الإنسحاب عسكرياً من المنطقة.
وفي قراءة هذه الأوساط لما يجري في المنطقة، أن إحتفاظ واشنطن بوجود عسكري “رمزي” في الشمال السوري جاء بناءً لرغبة أطراف إقليمية، في الوقت الذي يتركز جهد الإدارة على أميركا اللاتينية، وهو ما يفسر إقتصار مهمة هيل في بيروت على “العموميات” الأقرب إلى “ربْط نزاعٍ”، تماماً كما هو حال السلوك الأميركي الآن حيال الصراع الطاحن الدائر في بغداد حول هوية الرئيس العتيد للحكومة، إذ جاء الرد على إستمزاج رأي الأميركيين بأنهم غير معنيين.