إلى الدكتور نواف سلام . (بقلم عمر سعيد)
يا سيدي ، ابق حيث أنت فالإنسانية
أحوج إليك من وطني ..
وحذاري ان تسمح بانزلاقك إلى زواريبهم الطائفية والمذهبية القطعانية ..
وحذاري أن تشدك عاطفتك خلف مقولة وطني يحتاجني ..
لأن لبنان لا زال حتى الآن لا يصلح لأن يكون وطناً للواعين الكبار ، والعقول الكونية التي أنت من وزنها ..
فابق حيث انت ..
ابق حيث انت ، في محكمة العدل الدولية، حيث تقدم للإنسانية جمعاء جهوداً انتظرتها شعوب ظلمت من أبناء جلدتها ..
ابق هناك مدافعاً عن طفل قُتِل أبواه فوق تراب وطنه على يد مجرم حرب كان رئيسه ..
إذ لم يعد لذاك الطفل إلاك وأمثالك يضمدون جراحه بأمل القصاص ..
ابق هناك ، واعمل على إعادة الحقوق المسلوبة والكرامات المنتهكة لبني الإنسان ..
فكم من ضعيف في الأرض ينتظر عدلك ونزاهتك وخبراتك التي تحيل الحقد العاجز رجاء ..
ابق حيث أنت ، لتطرق بشاكوش العدل رؤوس الجناة القتلة ..
أولئك الذين يتوهمون أنهم قد ينفذون بجرائمهم من العدالة الإنسانية .
ولأن أي راع يمكنه أن يسوس قطعان وطني ابق حيث انت .
فالعدالة ليست في انتقاماتك لطائفتك ، بل إن العدالة العدالة في حماية الضعفاء على امتداد جغرافيا الأرض.
هناك حيث يجول مغتالوا الأرض والكرامة والروح والإنسان ، يصبح قلم سيف اليائسين جميعهم ..
ابق حيث أنت ، ولا تدع أبناء وطنك يحولنك إلى كيس ملاكمة يفرغون فيه صراخهم الفارغ وغيظهم الطائفي المصالحي الحزبي المقزز .
عمر سعيد