السيد الامين: سابقى معارضا لسياسات حزب الله
بعد تعرّضه لحملة تخوين وتجن بسبب حضوره مؤتمراً للأديان في البحرين صودف فيه وجود رجال دين يهود آتين من الأرض المحتلة دون علم احد من المشاركين، ورغم نفي العلامة السيد علي الامين بييان رسمي امس ما تداوله بعض وسائل الإعلام والتواصل من حصول لقاء شخصي بينه وبين شخصية دينية يهودية، لا تزال حملات التخوين مستمرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي هذا الإطار، عقد الأمين مؤتمراً صحافياً رداً على “حملات طاولتني من التخوين والإفتراء والتهديد، قام بها قبل ايام حزب الله والتابعون له من رجال دين وجمعيات وافراد، وانضمت إليه فيها المؤسسة الدينية الشيعية الأم في لبنان”.
اضاف “انطلقت هذه الإفتراءات من زعم التطبيع مع العدو الإسرائيلي لمشاركتي في مؤتمر حوار الأديان الذي انعقد في مملكة البحرين قبل عشرة ايام تقريبا، وشاركت في مؤتمر الحوار بين الأديان هذا ولم اكن على علم بجنسيات المشاركين فيه ولا بأشخاصهم ولا بأسمائهم، ومن المعلوم ان مؤتمرات الحوار بين الأديان تحضر فيها شخصيات من مختلف الأديان، فهي ليست مؤتمرات للحوار داخل الدين الواحد بل بين الأديان وفي مثلها يكون البحث ذا طبيعية فكرية وثقافية يتناول المشتركات بين الأديان وسبل التلاقي والحوار بين الشعوب، ولا علاقة لها بالسياسة والسياسيين، ولا بالدول والحاكمين”.
وفنّد الأمين الشخصيات التي حضرت قائلاً “شارك في المؤتمر المذكور شخصيات عديدة، وكان منها ممثل الدولة اللبنانية السفير اللبناني في مملكة البحرين وغيره من سفراء عرب، كان منهم سفير فلسطين ووفد مشارك يمثل مفتي القدس ووفد من الكنيسة القبطية يمثّل البابا تواضروس ورجال دين من لبنان، وغيره من مختلف الأديان والمذاهب، ولم يحصل اي لقاء شخصي بيني وبين الشخصية اليهودية التي حضرت في اليوم الثاني من المؤتمر، ولم اكن على علم مسبق بحضورها”.
ولفت الى “ان هذه الحملات من التخوين، جاءت تتويجاً لمجموعة من الحملات القديمة التي كان يقوم بها “حزب الله” ضدّي شخصياً لرفضي القديم الجديد المشروع الإيراني الذي يحملونه في لبنان والمنطقة، ولمطالبتي الدائمة عندما كنت في الجنوب بمشروع الدولة وانتشار الجيش فيه وحصر السلاح بالمؤسسات العسكرية والأمنية على كل الأراضي اللبنانية”، موضحاً “ان الخلاف مع الثنائي الحزبي الشيعي ليس جديداً. فهو يعود إلى سنوات عديدة خلت وعقود مضت سبقت إبعادهم لي من الجنوب في احداث السابع من ايار 2008 بقوّة السلاح”.
اضاف “استمرّت معارضتي لسياسة اتباع الرؤية الإيرانية وحلفائهم من انصار نظام ولاية الفقيه التي تقوم على منع الرأي الآخر وشيطنته لزعمهم ان الولي الفقيه يمثّل حكم الله على الأرض، فمن يعارضه او يعارض ادواته فهو خائن ومعارض لله ورسوله. فالسبب وراء هذه الحملات، القديمة الجديدة، يعود إلى معارضتي المستمرة لسياسة الثنائي الحزبي الشيعي، فلم يكن وقوفي إلى جانب الإنتفاضة الشعبية اللبنانية المباركة، ورفضي لمحاولات قمعهم وشيطنتهم لها، المعارضة الأولى لهم ولن تكون الأخيرة، وسأبقى معارضاً لسياستهم القائمة على الإستبداد والبطش والهيمنة والعاملة على تربية جيل من الطائفة الشيعية يجنح نحو الطائفية البغيضة كما ظهر من هتافات اتباعهم (شيعة شيعة)، وهي من ثمار قيادة الثنائي. وكما قال السيد المسيح عليه السلام ( من ثمارهم تعرفونهم) سياستهم جلبت وتجلب الضرر للطائفة الشيعية واوجدت لهم خللاً مع شركائهم في الوطن ومع محيطهم وشعوبهم العربية”.
وشدد الأمين على “ان كل تلك التهديدات والإتهامات التي جاءت لصرف الأنظار عن المطالب المشروعة لانتفاضة الشعب اللبناني وتطلّعاته نحو تحقيق العدالة الإجتماعية وقيام دولة الإنسان المدنية المبنية على قاعدة المواطنة العابرة لأحزاب وزعامات المذاهب والطوائف والمحاصصات الطائفيّة التي تسبّبت بكل هذا الفساد والمآسي التي يعيشها لبنان اليوم، لن ترهبني”.
وذكّر بتاريخه المقاوم قائلاً “من العجب العجاب ان السيد علي الأمين الذي بقي مع اهل الجنوب في المحن التي اصابتهم من الإعتداءات الإسرائيلية، خصوصا في عام 93 و 96 وعدوان تموز 2006، وهو الذي وقف ضد الثنائي الشيعي في فتنة اجتياح بيروت في السابع من آيار 2008 وضد تدخّل حزب الله في فتنة القتال الأهلي على الأراضي السورية، ان تقوم المؤسسة الدينية الشيعية الأم التي اسّست لاستيعاب كل الآراء داخل الطائفة الشيعية والتي قال مؤسسها الإمام الصدر (الوحدة الوطنية افضل وجوه المقاومة لإسرائيل)، ان تقوم هذه المؤسسة اليوم باتهام السيد علي الأمين بالسعي إلى الفتنة وتدّعي ان عزله من الإفتاء كان لإحداثه الفتنة بين اللبنانيين وهي المؤسسة التي كانت غطاءً دينيّاً لفتنة اجتياح بيروت وفتنة القتال الأهلي في سوريا، وفيها يصدق ما قاله العرب في امثالهم”.
اضاف “من العجب ايضا ان يُستدعى السيد علي الأمين للمثول امام دائرة الأمن القومي في مديرية الأمن العام بعد كل تلك المواقف ضدّ العدوّ الإسرائيلي والمواقف التي وقفها مدافعا عن مشروع الدولة ومطالبا بسيادتها الكاملة على ارضها منذ ثمانينات القرن الماضي والرافضة لسيطرة الميليشيات المسلّحة وسعيها الدائم إلى تفكيك الدولة والهيمنة عليها وهو القائل منذ زمن بعيد: (اخرجوا من اسوار الطائفية وسجون المذهبية إلى رحاب العيش المشترك). ولسنا من دعاة المخالفة للقانون ان كان ما يسمّى ما صدر عن الأمن العام من استدعاءٍ يحمل صفة القانون فنحن من اوائل الدّعاة لدولة المؤسسات والقانون واحترامها بما في ذلك مؤسسة الأمن العام”.
وختم الامين “نقول لهؤلاء المتسلّطين بسلاحهم الخارج عن القانون والمستبدّين بآرائهم والمتشبّثين بمناصبهم الدينية والدنيوية ما قاله الإمام علي عليه السلام لبعض اصحابه ( كأنهم لم يسمعوا كلام الله حيث يقول: تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتّقين- بلى، لقد سمعوها ووعوها ولكنّهم حليت الدّنيا في اعينهم وراقهم زبرجها) واختم القول بهذا الدعاء (اللهم اصلح بيننا وبين قومنا بالحقّ واهدنا وإيّاهم سواء السبيل) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين”.