في وطني زينة الميلاد أبهى … (بقلم عمر سعيد)
حين تصبح أجراس الكنائس ومآذن المساجد حناجر الثورة ، تغدو الأعياد أبهى وأقدس.
وحين تتزين الساحات والشوارع بالصبايا والشباب الثائرين ، حيث يفيض النور المقدس من جراحهم ، يكون الميلاد حقيقة مقدسة، وليس مجرد مناسبة طارئة .
فأجمل اشجار الميلاد صبية وارفة الأحضان ، تمد ذراعيها شلحي أرز فوق طفلها المقدس .
وأحصن المغارات ساحات فتحت فضاءاتها لكل ثائر مسيح .
فإن لم تكن الأعياد قيامة وطن مقدس ، فما حاجة المؤمنين بخشوع لا يحقق الإنسان .
قيامة المسيح لهذا العام ستكون في وطني ، وطني الذي باركته ثورة المباركين بالنار والدماء والأمل .
ثورة الذين حملوا صلبانهم ، وقد صاحوا : ” حيا على الوطن ” عراة إلا من دمهم ، صراخهم المراق.
فما زينة العيد ، إن لم تكن صلاة العيد آلام الجوعى وأنين الموجوعين ؟!
وما زينة الميلاد ، إن لم يكن زيت قناديله من أجساد الثائرين ؟!
فالقيامة لهذا العام ستكون من عرسال بناجي فليطي المصلوب على حبل الجوع إلى الضاحية بداني أبي حيدر المعلق على خشبة العجز المحاصر .
وسيفيض النور المقدس من جسد جورج زريق المشتعل غضباً .
والبعث لهذا العام سيكون مسيحاً ينهض من أضرحة الشهداء حسين العطار وعلاء أبو فخر و.. .
فلنا ميلادنا وزينته التي صنعناها من أجسادنا والآلامنا وآمالنا.
ولنا إيماننا الذي يدني السماء من أرضنا المقدسة .
ولكم مناصبكم التي تدينكم كلما حاولتم التشبه بنا .
ولأن المسح قام ؛ حقاً قام
فإن الثائر قام ؛ حقاً قام .. و حيا على الوطن .
عمر سعيد