خطاب السيد نصرالله.. محاولة لتعويم باسيل وتيّاره
لبنان الجديد – د. أحمد خواجة
ظهر الليلة السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله في إطلالة تلفزيونية على المواطنين اللبنانيين، ليُعيد تذكيرهم بخطر المؤامرات الأميركية المتحالفة مع إسرائيل، على لبنان وشعبه، وعلى حاضر أبنائه ومستقبلهم، وليُؤكّد ثبات المقاومة (الإسلامية، وهذه الإضافة يتجنّب السيد ذكرها من زمن) على عقيدتها وجهادها ضد إسرائيل وربيبتها الامبريالية الأميركية، لينتقل بعد ذلك للحديث عن الأزمة الحكومية التي تسبّب بها الحراك(كما يُحب أن يطلق عليه السيد من ألقاب)، وليتبيّن من خلال معالجته لهذه الأزمة بأنّه لم يقرأ حرفاً واحداً من سطور ملحمة إنتفاضة الشعب اللبناني التي قارب عمرها الشهرين، فقد أعادنا السيد نصرالله إلى موقفه المُبكّر الذي أعلنه بعد يومين فقط من انطلاقتها، بأنّ هذه الانتفاضة، بغضّ النظر عن تسميتها، هي لزوم ما لا يلزم، وهي وإن كانت مُحقّة وعادلة وصادقة، إلاّ أنّها لن تؤدي إلى ما تصبو إليه من تنحّي المسؤولين، كباراً وصغاراً.
في قراءة السيد نصرالله لما أدّت إليه هذه “الثورة الشعبية” حتى اليوم هي الاضطرابات المتنقلة: اضطراب الوضع الحكومي وصعوبة تأليف حكومة جديدة، غلاء الأسعار وفقدان بعض السلع الغذائية، اضطرابات مالية واقتصادية واجتماعية، شارفت في بعض الأحيان إلى اضطرابات أمنية، أمّا في المعالجات المُلحّة والمطلوبة، فلم يرَ السيد بُدّاً من العودة إلى ما عليه الأحوال قبل السابع عشر من تشرين الأول الفائت، حكومة تتشارك فيها جميع المكونات السياسية للبلد، دون استثناء أحد، ذلك أنّ حكومة اللون الواحد مرفوضة من جانبنا(يقول السيد نصرالله ) أو من جانب الرئيس سعد الحريري في الجانب الآخر، عندما يُصرّ على تأليف حكومة يستبعد فيها جميع المكونات السياسية للبلد، وبناءً عليه فإنّ السيد نصرالله أعاد معضلات التكليف والتأليف إلى نقطة البداية، لا بدّ من المشاركة الجماعية، لا بدّ من وجود حزب الله في الحكومة المقبلة، وإلى جانبه التيار الوطني الحر، وفي مقدمة هذه الحكومة العتيدة، لا بدّ من وجود الوزير جبران باسيل ربما، دُرّة حكومات حزب الله منذ أكثر من أحد عشر عاماً، أمّا إذا قيل بأنّ المشكلة الفعلية هي دائماً حيث يوجد السلاح غير الشرعي، فإنّ تُهم العمالة والخيانة حاضرة وما زالت تفعل الأفاعيل، إلاّ أنّ أمور البلد ومصيره، بحمده تعالى، باتت أكثر من أيّ وقتٍ مضى في عهدة انتفاضة السابع عشر من تشرين الأول، أكثر مما هي بين أيادي المكونات السياسية وحكوماتها وصفقاتها وخيباتها وموبقاتها.