لبنان… لا مساعدات عربية لحكومة “معادين”
علمت “اندبندنت عربية” أن المشاورات بين باريس وبين الدول المدعوة إلى اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان لم تتوقف في الأسابيع الماضية، من أجل توحيد الموقف الدولي في مقاربة الأزمة السياسية الاقتصادية، مع تطوير ما كان أجمع عليه أعضاء مجلس الأمن قبل أسبوعين في بيانه حول لبنان، فيشمل وضوحا أكثر للمبادئ التي رددتها الدول الكبرى الرئيسة في شأن الحكومة، والتي هي السرعة في إنهاء الفراغ الحكومي ليأتي طاقم يتصف بـ”الصدقية والفعالية والاحترام” من قبل الانتفاضة الشعبية.
وفهمت هذه المصادر، حسبما أوضحت لـ”اندبندنت عربية”، أن تطوراً حصل على موقف الدول المعنية بمساعدة لبنان مالياً واقتصادياً، بعدما تجنب أي منها تأييد هذه الصيغة أو تلك (أخصائيين أو تكنوقراط أو تكنو سياسية)، وبالتالي فإن التعابير التي يمكن أن يستخدمها البيان في توصيف الحكومة التي يأمل المجتمع الدولي أن تكون شريكته في خريطة الطريق التي سيرسمها لمعالجة الأزمة، يفترض ألا تضم الأسماء الفاقعة التي شاركت في الحكومة المستقيلة، لا في وزارات الخارجية والطاقة والمالية ولا غيرها من القطاعات المنتجة، وكذلك لا أسماء حزبية من النوع الذي يتم تداوله حول تمثيل “حزب الله”.
وتتطابق معلومات المصادر إياها مع تلك التي بلغت جهات متصلة ببعض الدول العربية، عن أن الأخيرة غير مستعدة لتخصيص مبالغ عاجلة يحتاجها لبنان لإنقاذ وضعه المالي، إذا ضمت الحكومة حزبيين، لاسيما من “حزب الله”، وإذا لم تكن من الاختصاصيين الذين يشهد لهم بالكفاءة والاستقلالية. ويتطابق موقف هذه الدول مع مزاج واشنطن التي يُنقل عن المسؤولين فيها أنها ليست متحمسة لمساعدة تركيبة حكومية تعيد إنتاج التسويات التي عقدتها الطبقة السياسية اللبنانية مع “حزب الله”، الذي تعتبر أن سياسته أدت بلبنان إلى ما يعاني منه اليوم، وهو ما كان المسؤولون الأميركيون يحذرون منه منذ سنوات.
موسكو: موقف لافروف فهم خطأ
حصل تقارب بين الدول الغربية والعربية مع روسيا، التي يرجح أن تتمثل في اجتماع باريس على مستوى سفيرها هناك، على دعم قيام حكومة تلبي تطلعات الحراك الشعبي بحكومة اختصاصيين مستقلين، لستة أشهر، مهمتها إنقاذ الاقتصاد برئاسة الحريري. كما أكدت لأفرقاء لبنانيين أنها لا توافق على معادلة بقاء الوزير باسيل إذا بقي الحريري لأنها تعرف أن التسوية على رئاسة عون أنشأت معادلة بينه وبين الحريري لا مع باسيل.
لكن الجديد في موقف موسكو حسب قول المتصلين بموسكو لـ”اندبندنت عربية”، أنها أبلغت أفرقاء لبنانيين أنها تشكل الضمانة إزاء مخاوف قوى سياسية مثل “حزب الله” بأن حكومة اختصاصيين لن تأخذ قرارات سياسية ضد الحزب وسياسته في سوريا وتحالفاته مع محور الممانعة.
كما أكدت للدول المعنية أن موقف وزير الخارجية سيرغي لافروف بأن حكومة تكنوقراط غير واقعية فهم بشكل خاطئ، خصوصاً أنها حريصة على استقرار لبنان وبالتالي على إخراجه من حال اللااستقرار، لئلا تنعكس الاضطرابات فيه على سوريا ودول عربية أخرى. وهي تواصلت مع الدول العربية المهتمة بلبنان موضحة موقفها، وتبلغت منها تفضيلها صيغة الاختصاصيين وأنها ستمتنع عن تقديم مساعدات للبنان، إذا عاد إليها الأفرقاء الذين رجحوا السياسات المعادية لهذه الدول.